لا شك أننا (كجنس لطيف أو يا لطيف) استبشرنا بالخير منذُ أول يوم سُمح فيه لنا بالقيادة واسترداد حقنا في أبسط الأمور التي كان يُحرمها علينا (بني صحونج) !
ومن حينها وأنا أقود سيارتي بنفسي وتقريباً شبه مستغنية عن السائق إلا في بعض المشاوير الضرورية.
وكنت قبل أيام عدة سهرانة ومجتمعة مع صديقتي سوء ثبت مؤخراً عدم إصابتهما «بفايروس كورونا»، وهذا ما طمأنني وشجعني للقائهما بعد قياس درجة حرارتهما بالطبع.
والحمد لله كان يوماً مُيسراً، ومفترجاً، ومبروكاً، فبعد أن تناولنا العشاء واحتسينا ما تيسر من (الشاي المنعنع) خرجت وأنا (مُنفرجة الأسارير) واستقليت سيارتي لأعود إلى منزلي العامر، ولكن حدث لي ما لم أحسب له حساباً!
ولأن الطريق دائماً يحمل لك المفاجآت، لحقتني سيارة وأكرمني الله (برجل شهم)، وكانت معه زوجته الجميلة شكلاً وخُلقاً، ولحقا بي كما يلحق (توم جيري) ثم أشّرا لي بالمنديل ليس على طريقة «الفنانة توحة» بل لأتوقف، وبالفعل توقفت ونبهاني بأن كفر سيارتي (مبنشر)، ولم أنتبه له أنا، فقد كنت منشرحة الصدر و(طربانه عالآخر) وصوت الأغاني مرتفع ولهذا لم أسمع أي صوت في السيارة يقلقني أو يستدعي وقوفي.
وكان هذا أول (بنشر) في حياتي، وفي وقتٍ متأخر من الليل، ولا أخفيكم ضاقت (أساريري المُنفرجة) وشعرت أن الدنيا كلها قد أغلقت أبوابها في وجهي ولم أكن أدري ماذا أفعل؟!
والحمد لله نزل زوجها لمساعدتي، وقلت في نفسي والله يا بنت (لسه الدنيا بخير)، ولأن مهاراتي الميكانيكية (زيرو) خجلت من نفسي عندما سألني: (هل معك استبنه ومنفاخ وعفريته ؟) فصمت لوهلة ثم تعوذت بالله من العفاريت وقلت له: أعتقد نعم!
فأخرجها من شنطة السيارة واستخدمها ونفخ بها الكفر وحُلت الإشكالية، ولكنه نصحني بعد ذلك بالتوقف عند أقرب (بنشري) لفحص الكَفر وزيادة الاطمئنان، فشكرتهم وانطلقت مُستعينة (بالشيخ قوقل) لأقرب محطة، ولم ينتهِ يومي إلى هُنا؛ فهذه المرة الأولى في حياتي أيضاً التي أدخل بها إلى ورشة، وستكون آخر مرة بإذن الله.
فقد كانت المحطة مُزدحمة بالناس، وأعترف أني قد (قروشتهم) ليخدموني سريعاً، وكنت وقتها لا أريد إطلاقاً تحقيق مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، بل كنت أنادي بمبدأ (Ladies First).
ولأن دعوات أمي تحُفني وربي يُحبني أتى إليّ رجل (شهم) آخر، وسألني عن مشكلة سيارتي وساعدني ليفحصوها بسرعة، ثم عرفت أنه شيخهم أو الشخص المسؤول عنهم، فقلت في نفسي سبحان الذي سخر لنا هذا.
فأنا وبلا فخر لا أعرف (كوعي من بوعي) في ميكانيكا السيارة، وأقصى ما يمكنني فعله هو أن (أدق سِلف) كما يقول (الشباب) وانطلق.
وأعترف لو لم يضع الله في طريقي (الطيبين) لتركت السيارة في مكانها وذهبت إلى منزلي وأنا أدندن: «وينك يا درب المخدة».
(قال: انفخي يا ريهام، قلت: ما مِن برطم) !