يصادف هذا العام 2020م ذكرى مرور خمسون عاماً على تأسيس شركة النفط اليمنية في عدن وذلك بموجب قرار المؤسسة الاقتصادية رقم (38) لعام 1970م والذي على ضوءه كانت المرحلة الاولى من مراحل تاسيس الشركة - انذاك - تحت مسمى شركة النفط الوطنية ومقرها الرئيسي مدينة عدن .
وخلال هذه المدة الطويلة منذ العام 1970م وحتى يومنا هذا من العام 2020م ، مرت البلاد بالكثير من الأحداث والمنعطفات السياسية والاقتصادية ، وبالرغم من ذلك ظلت شركة النفط - عدن صامدة وقوية أمام تقلبات تلك الأحداث ، على الرغم من تهاوي العديد من مؤسسات ومرافق الدولة في العاصمة الاقتصادية والتجارية - والعاصمة المؤقته عدن ، وقد باتت تلك المرافق التي تهاوت بالمقابل عاجزة حتى عن سداد مرتبات موظفيها .
في الواقع ان مضي خمسون عاماً من تاريخ الشركة يعد مصدر فخر للجميع ، فمجرد بلوغ الشركة ( يوبيلها الذهبي ) هو بحد ذاته إنجاز استثنائي بكل المقاييس ، خصوصا وان شركة النفط اليمنية - عدن تعتبر من بين الشركات القلائل التي حافظت على وجودها وكيانها وبقاءها واستمرارها طوال تلك الفترة وفي ظل التقلبات السياسية والاقتصادية التي مرت بها البلاد .
كما ان قصة نجاح الشركة خلال ( 50 ) عاماً لم يكن بالأمر السهل والهين ، فقد سجلت تلك السنوات بين صفحاتها ملاحم بطولية خاضها القائمون على الشركة بدءاً من المؤسسين الأوائل حتى القيادة الحالية للشركة ، ومروراً بالكادر الوظيفي في الشركة دون إستثناء كلً بحسب تخصصه واختصاصه وفي مجال عمله في اطار الشركة ، فالجميع قام بواجبه ونفذ كل ما اوكلت إليه من مهام بكل تفاني واخلاص واحترافيه ، والحقيقة أنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن نعاصر ونشارك هذه الحقبة التي تمخض عنها الكثير من الإنجازات التي وجدنا من الاهمية والواجب علينا تسليط الضوء عليها في كل مناسبة ، خصوصاً وان الإنجازات التي حققتها الشركة لا يمكن حصرها في مقال واحد وإنما سنحاول استعرضها بصورة عامة ومختصرة ، ومن تلك الانجازات على سبيل المثال بلوغ إجمالي السعة الخزينة للمشتقات النفطية لدى منشأت الشركة لحوالي ( 279329 ) طن متري موزعة بين منشآت البريقة وحجيف وكالتكس .
وبينما بلغ اجمالي عدد العملاء الذين تقدم الشركة خدماتها لهم نحو( 2516 ) عميل موزعين على نطاق التموين الجغرافي المحدد لنشاط الشركة في كل من عدن لحج ابين الضالع .. فقد بلغت إجمالي الكميات التي تضخها الشركة للسوق المحلية من المواد النفطية المختلفة لما يزيد عن ( 3 ) مليون لتر يومياً .
إننا دائما وابداً نقول أن شركة النفط - عدن هي شركة حكومية مملوكة للدولة ، وهي تسعى دوماً إلى خدمة المواطنين من خلال عملها على توفير المشتقات النفطية لهم بكل يسر وسهوله وبأسعار التكلفة بعيدا عن تحقيق أي أرباح او مكاسب ، وعلى الرغم من تخلي الحكومة خلال السنوات القليلة الماضية وحتى يومنا هذا عن دعم الشركة - إلا ان شركة النفط قد وقفت بكل ثبات وإصرار وتحدي على تجاوز كافة التحديات والصعوبات والموامرات التي تحاك ضد الشركة والتي تهدف بعض الجهات من خلالها لايصال الشركة إلى وضعية العجز عن أداء مهامها وهو ما لم يحدث حتى اللحظة ولن يحدث بإذن الله تعالى في ظل وجود قيادة حكيمة للشركة ونقابة وموظفين يعون تماما حقيقة ما تدور حولهم من مؤامرات بكل يقظة و انتباه .
وعلى الرغم من اننا اليوم نخوض مرحلة مهمة وصعبة للغاية من تاريخ الشركة ، الا اننا على ثقة تامة وبعد مراجعة شاملة من قبلنا لواقع الشركة بانه سيتم خلال الفترة القادمة اعادة الدور المهم المناط بالشركة في مسيرة عملها التسويقية للمشتقات النفطية وهو الحق الحصري الممنوح للشركة وفق القانون .
ولكن بالمقابل لابد لنا وفي هذه المناسبة الهامة أن نحيي ونشكر جميع الرواد الأوائل من الرعيل الأول الذين وضعوا اللبنة الأولى لهذا الصرح الاقتصادي الهام وشقوا الطريق بثقة ورسخوا دعائم العمل ووفروا له سبل النجاح والديمومة ، والشكر موصول لمن جاء بعدهم من أجيال استكملت بناء هذه القاعدة الصلبة واشرفت على توسيع النشاط الخاص بالشركة وتطويره وتوجيهه نحو آفاق جديدة .. وقد تعاقب على الشركة العديد من المدراء منذ تاسيسها في عام 1970م وحتى اليوم من العام الجاري 2020 ، فشكرا لهولاء المدراء الذين افنوا زهرة شبابهم في خدمة الشركة بكل تفاني واخلاص مع محافظتهم في ذات الوقت على نشاط واصول الشركة وعلى اكمل وجه ، والشكر موصول كذلك في هذه العجالة لجميع الموظفين سواء الحاليين او حتى السابقين الأحياء منهم والأموات ( رحمة الله عليهم ) والذين افنوا كذلك زهرة شبابهم هم ايضاً في سبيل النهوض بالشركة وتطويرها ، كما نشكرا وزارة النفط وقياداتها المتعاقبة على ثقتها وعلى مدى ( 50 ) عاماً ودعمها المتواصل وبلا حدود لتصير الشركة ماهي عليه اليوم في مقدمة المرافق الحكومية الناجحة ، والشكر موصول كذلك إلى كل من بذل الغالي والنفيس وساهم في بناء الشركة ، مع خالص تمنياتنا بالتوفيق والنجاح لكافة منتسبي الشركة من قيادة وموظفين كانوا ومايزالون خير سند لها وقوة بشرية لدفع عجلة مسيرتها نحو تحقيق المزيد من أهدافها الاستراتيجية المنشودة والتي نرى بانها ستساهم في تعزيز مسيرة نجاح الشركة وفي توسيع رقعة انشطتها وتطويرها مع المحافظة في ذات الوقت على كافة أصول وممتلكات الشركة الوطنية العريقة .
* باحث نفطي واقتصادي