عند سماعنا بسفر فخامة الأخ الرئيس للعلاج، انتابنا شعور الخوف على مثل هذا الرجل العظيم، لأننا لمسنا فيه الصدق، والنصح لهذا الوطن، فهو ثابت على موقفه، ولم يغير مواقفه لمصالحه الشخصية، أو للنكاية بطرف من الأطراف، ولكنه ثبت، وكان باستطاعته أن ينهي من يقف في طريقه ببعض الترضيات لأطراف أخرى خارجية، أو داخلية، ولكنه لم يسلك مسلك الصغار، وظل متمسكاً بوطنه الكبير، لأنه يعلم أنه مسؤول عن المواطن اليمني في كل ربوع السعيدة، فلم يفرط بالوحدة، وأنصف الجنوب، ولم يظلم الشمال، حتى خصومه عاملهم معاملة الابن العاق، فناصحهم، وأدبهم، ولم يقس عليهم.
سافر الرئيس للعلاج، فخفقت قلوب المحبين خوفاً عليه، وأغرورقت العيون بالدموع، فالمرحلة صعبة، وسفر الرئيس للعلاج يعني أن الرجل قد أرهقته السياسة في عصر المتسلقين إليها، والداخلين إليها من الباب الخلفي، سفر الرئيس للعلاج يعني توقف الحوارات السياسية حتى عودته، ومرضه يعني للكبار وضع أيديهم على قلوبهم خوفاً على هذا الرجل الذي يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف، فهو بمثابة شوكة الميزان لليمن، ولا يعلم هذا إلا من يريدون الخير للوطن.
فخامة الرئيس هادي: تعب قلبك، وله الحق أن يتعب، فما تتحمله لم يتحمله أحد من رؤساء اليمن قبلك، فالمؤامرات كبيرة، ولكن حكمتكم أكبر، والفرقاء كثر، ولكن حكمتم احتوتهم، تعب جسدك وحق له أن يتعب، فما تتحمله يعجز الجميع حتى في مجرد التفكير فيه، فأنت الوحيد المطبب لجراح اليمن في كل مكان، والذين لا يفقهون شيئاً في السياسة لا يعلمون عن تضحياتكم شيئاً، خضت أمواج ومتلاطمات سياسية ضخمة، حينما غرق غيرك في شبر السياسة، فتطبب يا فخامة الرئيس، فأملنا في نهضة، وسيادة، وعزة، اليمن فيكم، بعد الله، تطبب يا فخر اليمنيين كافة، تطبب، فألمكم تتألم له اليمن قاطبة، ألستم خير من حكم، وعدل في ظل هذا الوضع السياسي الذي بمهارتكم، وحكمتكم، وصبركم، تجاوزتم بالوطن مهاوي الردى؟ فتطبب، وعد لتقود وطن الحكمة والإيمان، تطبب يا فخر كل وطني محب لوطنه، تطبب ففيكم تتمثل السيادة، فصبركم، وحكمتكم، وتمسككم بسيادة الوطن أبهرت المبهررين، والطامعين في يمننا السعيد، تطبب فتمسككم بالسيادة كان بمثابة لطمة على وجوه المنبطحين، والمتنازلين عن سيادة وطنهم، تطبب، فمادمت أنت بخير، فالشعب اليمني كله بخير.