في خضم تلك التراكمات وتداعيات الحرب في مختلف الجبهات وانهاك المواطن اليمني المطحون حيث لم يعاني هذا العوز والتشرد وانقطاع الرواتب ونهب الرواتب إلا في هذة المرحلة الموجعة للكل
وعندما ولد الائتلاف الوطني الجنوبي من رحم المعاناة وشعور افذاذ الرجال بالمسؤولية الوطنية والتاريخية لانقاذ مايمكن انقاذه والحفاظ على ماتبقى من الوطن والمواطن صار لزاما على الغيوريين ان يتحدوا في غالب وطني جنوبي منفتح على كل القوى السياسية الجنوبية والوطنية ، وكان للشيخ احمد صالح العيسي وزملائه المضي في هذا الاتجاه الوطني والذي يعزز التلاحم السياسي الجنوبي واستشعارا بكل حرص على توقف نزيف الانزلاق السياسي والعبث الممنهج الذي تنتهجه القوى الصاعدة دون بصيرة او رؤية ثاقبة وجسدت بعدائها لكل المكونات مناخا سياسيا غير صالح لقيادة المحافظات المحررة كونها عندما ذابت كثير من الاحزاب القائمة واصبحت دون فاعلية في تحريك المياة الراكدة وفي ظل الحرب المستمرة ولم يكن الائتلاف الوطني الجنوبي مخيبا للامال بل افرز شخصيات سياسية ذو بعد وطني ومهتمه بما يعانيه البلد ومشاركا سياسيا على الواقع وبحضور غير عادي في مختلف مفاصل الحياة السياسية الجنوبية والوطنية على حد السواء وتاتي تلك الخطوات المهمة في تاسيس فروع الائتلاف الوطني الجنوبي في المحافظات المحررة تتويجا لحالة التلاحم السياسي الجنوبي والحاجة الملحة لهذا المكون الذي تجاوز ماهو مرسوم لانشطته ولخطواته في الحياة السياسية برمتها ..
ان الشعوب التي تريد ان تصنع التغيير لابد لها من نخب سياسية تقودها إلى المشاركة الفاعلة في صنع القرار وان التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا جنوبا وشمالا لن تذهب سدى وآن الاوآن لان بتجسد التلاحم الشعبي خلف هذا الكيان السياسي الذي يقدم انموذجا حيا في العمل السياسي على قاعدة التعددية السياسية وبرنامجه واسهامه في حياة المجتمع تنمويا واجتماعيا وفكر جديد يقبل الآخر ولا يلغيه ويعايشه وللمنافسة في خدمة المجتمع والمواطن اصبحت عملا ملموس وليست شعارا فضفاض سئم المواطن منها وان قدرة الائتلاف الوطني الجنوبي على حشد مئات الالاف لن تاتي من فراغ بل صنعته المعاناة المشتركة مع المواطن والقريبة إليه ومايثبت خطواته المتواصلة ان تلك الافكار المتشددة التي اصبحت من الماضي الشمولي الذي نرى بعض القوى السياسية تمارسه فكرا وروحا وتوسعت الهوة بينهم والمواطن الذي سبب على الطوق ولم يعد قاصرا .