رفع نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح برقية تهنئة إلى فخامة الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، هنأه فيها وأبناء الشعب وأبطال الجيش المرابطين في الجبهات بحلول سهر رمضان المبارك.

وجاء في البرقية:

فخامة الأخ المشير الركن/ عبدربه منصور هادي
رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظكم الله ورعاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أرفع لفخامتكم أسمى آيات التهاني والتبريكات، سائلاً الله أن يجعل حلول رمضان عليكم وعلى شعبنا اليمني وأمتنا شهر خير ورحمة ونصر، وأن يعيده الله على فخامتكم وشعبنا والأمة العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركة.

فخامة الأخ الرئيس القائد:
يعود علينا شهر رمضان هذا العام من جديد، بينما لا يزال شعبنا اليمني يواجه المحنة القاسية التي فرضتها عليه الميلشيات الحوثية منذ انقلابها على الدولة اليمنية واكتمال مشروع استهدافها للجمهورية الذي بلغ ذروته مع إسقاط العاصمة صنعاء بيد الميلشيات في 21 سبتمبر 2014م.

ورغم ما أنجزه الجيش الوطني في الميدان مدعوماً بإسناد وجهد الأشقاء في تحالف دعم الشرعية خلال الأعوام الماضية، والحرص المستمر لدى القيادة السياسية للبلاد برئاستكم على تطبيع الأمور ومعالجة تداعيات الانقلاب وتوفير حقوق واحتياجات الشعب في كل المحافظات، إلا أن الصلف والتصعيد الذي تبديه الميلشيات تجاه محاولات الاستقرار واستعادة الحياة للناس، يزيد من حجم المأساة ويعقّد فرص التعايش معها، وقد كان تصعيدها الأخير والقصف الصاروخي المستمر لمأرب والأشقاء في المملكة أكبر دليل على عدم رغبة الجماعة في التعايش واحترام إرادة اليمنيين وتنصلها عن كل التزاماتها للمجتمع الدولي، ما يوجب تعزيز جهود تحرير ما تبقى من أراضي شعبنا اليمني تحت قبضتها الغاشمة.

فخامة الأخ رئيس الجمهورية:
يحل علينا رمضان هذا العام، والعالم بأكمله يشهد أسوأ وأكبر ازمة صحية واقتصادية نتجت عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) وما أحدثه من تداعيات مهولة عطلت كثير من جوانب الحياة، كما أن السيول التي شهدتها بعض المناطق اليمنية مؤخراً وخصوصاً العاصمة المؤقتة عدن والعاصمة صنعاء ومدينة مأرب، كله انعكس على بلادنا وشعبنا وزاد من تراكم الوضع الإنساني الصعب ورفع مستويات الخطر، الأمر الذي يستدعي جهوداً إنسانية واسعة لمواجهته، واصطفافاً رسمياً وشعبياً شاملاً لمواجهته بكل الجهود والإمكانات، وإن ما يمثله ويستحضره شهر رمضان المبارك من قيم وأجواء روحانية تقدس البذل والتكافل يستدعي مساهمة كافة القطاعات الرسمية والتجارية والخيرية والإنسانية للتخفيف من أعباء المواطنين وتلمس همومهم.

فخامة الأخ رئيس الجمهورية:
إن الاستنفار الواسع الذي يشهده العالم لمواجهة جائحة كورونا كشف كثيرا من القيم والحقائق بين الحكومات والشعوب، وفي هذا السياق الحريص والمسؤول جاءت توجيهاتكم المعبرة عن مسؤوليتكم الوطنية ومبادرة والأشقاء في المملكة العربية السعودية بطرح هدنة في الملف اليمني ليتفرغ الناس لمواجهة خطر كورونا ومحاولة سد أبواب تسلل الفيروس إلى اليمن تجنبا لعواقبه الكارثية في حال انتشاره لا سمح الله، وتأكيدا لهذا التوجه الصادق أعلنت الشرعية ودول التحالف بقيادة المملكة تطبيق المبادرة من طرف واحد وتم وقف اطلاق النار.

لكن الموقف اللامسؤول الذي أبدته الميلشيات الكهنوتية تجاه المبادرة كان هو التجاهل التام والمضي في الحرب والهروب إلى بيع الوهم، وقد كان مؤسفاً وفاضخاً رفض الميلشيات للمبادرة من أول يوم، ما يحتم على المجتمع الدولي أن يكون أكثر صرامةً ووضوحاً في الرد على تصرفاتها، لأن انعكاسات هذا السلوك المشين كارثية على الصعيد الإنساني والاجتماعي ومن شأنها الوصول بالبلاد إلى حالة الانفجار الشامل.

إننا ننتهز الفرصة لنهنئ كافة أبناء شعبنا اليمني الصابر رجالاً ونساءً وفي مقدمتهم رجال وأبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المرابطين نيابة عن الأمة، والذين يرسمون بدمائهم الزكية وتضحياتهم الخالدة مستقبل اليمن الاتحادي المنشود الحافل بالخير والنماء والاستقرار وحرية الفرد والمجتمع في ظل دولة العدل والنظام والقانون بعيداً عن فوضى المليشيات والمشاريع الطائفية والعنصرية والجهوية وبعيداً عن النفوذ الإيراني، فاليمن مهد الحضارات وبيت العروبة الأول.

كما لا يفوتنا ان نتوجه بالتحية والشكر والتقدير للأشقاء الأوفياء في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك/ سلمان بن عبدالعزيز ال سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على ما يقدمونه من جهود ومواقف أصيلة تجاه بلادنا، مؤكدين بأن نجدتهم واستجابتهم لليمن الذي يمر بأصعب مرحلة، ستقابلها الأجيال اليمنية بالوفاء والعرفان.
نجدد لفخامتكم التهنئة بهذه المناسبة الدينية العظيمة سائلين المولى جل وعلا لكم موفور الصحة والسلامة ولشعبنا العظيم الأمن والسلام والتقدم والازدهار.

الخلود للشهداء الأبرار.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى والمختطفين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،