في جريمة إنسانية وجنائية جديدة منعت مليشيا الحوثي الانقلابية عشرات الجمعيات الخيرية الموجودة في صنعاء من تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للفقراء والمحتاجين، والتي تنشط أدوارها في شهر رمضان مبارك، وهو ما يتضرر منه مئات الآلاف من المواطنين الذين يقبعون تحت الخطر وبحاجة ماسة إلى مثل هذه الأعمال الإغاثية.
وواصلت الميليشيات إغلاق مقار عشرات الجمعيات الخيرية، المعنية بمشروعات تقديم المساعدات الغذائية، ودعم الفقراء وإفطار الصائمين، في محاولة للسيطرة على التبرعات التي تصل إليها لتمويل عملياتها العسكرية، على حساب الأبرياء الذين ينتظرون هذه المساعدات في كل عام، كما أن العناصر الانقلابية تهدف من وراء هذه الخطوات أن تدفع المواطنين للتبرع إلى الجمعيات التابعة لها.
وفرضت الميليشيات على التجار ورجال المال والأعمال في صنعاء، تقديم المساعدات الغذائية والتمور والأموال لجمعيات «حوثية»، يديرها أشخاص موالون لها، كما تستغل الميليشيات حاجة الناس والعوز والظروف الصعبة التي أوصلتهم لها، جراء مصادرتها رواتب الموظفين للعام الثالث على التوالي، وتجبر الميليشيات من يحصلون على بعض هذه المساعدات على حضور دروسها الطائفية، بمخيماتها التي استحدثتها أخيراً.
كشفت مصادر يمنية، عن أن ميليشيا الحوثي الانقلابية منعت المؤسسات والجمعيات الخيرية من توزيع أي إغاثات في صنعاء ما لم تمر عبرها، أو عن طريق الهيئة الوطنية لمنظمات المجتمع المدني التي أنشأتها للاستحواذ والسيطرة على العمل المدني التنموي.
وأشارت المصادر إلى أن الميليشيات أنشأت أكثر من 80 منظمة مدنية لاستكمال استحواذها على العمل الخيري في مناطق سيطرتها، لإحكام قبضتها على العمل الإنساني والتأثير في عملية توزيع المساعدات بناءً على اعتبارات سياسية وبعيداً عن جوهر وروح العمل الإنساني.
ويعد شهر رمضان موسماً لتنامي نشاط ومشاريع الجمعيات والمؤسسات الخيرية والعاملة في مجال الإغاثة الإنسانية، وتزداد الحاجة إليها في اليمن الذي يشهد حرباً دخلت عامها الخامس جراء انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، وأسهمت في كوارث إنسانية واجتماعية ارتفعت بفعلها نسبة الفقر واتسعت دائرة انعدام الأمن الغذائي.
اقتحمت ميليشيات الحوثي مقر مؤسسة خيرية في صنعاء، بحجة أنها توزع الطعام للفقراء خلال رمضان، وأكد مصدر محلي، بأن مسلحي الميليشيا اقتحموا مؤسسة آمالنا الخيرية، الواقعة بحارة الوحدة، ونهبوا ما فيها من مبالغ مالية ومواد إغاثية.
واستقبلت مليشيا الحوثي شهر رمضان هذا العام بإتباع سياسة تجويع المدنيين، عبر افتعال أزمات إنسانية مختلفة بمناطق سيطرتها، وذلك وسط اختفاء مفاجئ لمادتي البنزين والغاز المنزلي، بالإضافة إلى ارتفاع مهول لأسعار السلع الأساسية التي يتسابق الناس عليها قبيل حلول الشهر المبارك.
ومنذ بداية الحرب، كان الوقود والغاز المنزلي التجارة المربحة لقيادات مليشيا الحوثي بحسب صحيفة العين التي أوضحت أنّ ذلك يتم من خلال أسواق سوداء تبيع بمبالغ مضاعفة عن تلك المقررة في المناطق المحررة، وتفاقمت معاناة سكان هم في الأصل محرومون من مرتباتهم منذ ثلاث سنوات.
وبحسب سكان في صنعاء، فإنّ مادة البنزين اختفت بشكل مفاجئ للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، ويتم بيع جالون الـ20 لتراً بـ14 ألف ريال يمني، أي بأكثر من الضعف عن السعر الموجود في عدن 6300 ريال.
وتسبَّب انعدام المشتقات في شلل الحياة بصنعاء وارتفاع أسعار السلع الأساسية التي قفزت إلى الضعف جراء ارتفاع أجور النقل بين المحافظات، ولا تكتفي مليشيا الحوثي بتجويع اليمنيين وحرمانهم من الغذاء فحسب، بل تقوم بحرمانهم من المساعدات التي تقدمها المنظمات الدولية والأممية، وتمنع وصولها إلى المناطق المستهدفة.