من يراقب المشهد اليوم يدرك أن هناك ثغرة كبيره حاصله في مجال الصحة خاصة فيما يتعلق بانتشار عدد من الأمراض بين المواطنين والخوف الكبير من تواجد حالات تحمل فيروس كورونا ولكن ضعف التشخيص والأجهزة الخاصة بالكشف يعقد الموضوع أكثر ويكسب المرض حالة من الغموض تجتاح المدينة.
من يقوم بزيارة مستشفيات عدن هذه الأيام سيصدم بواقعها الصعب وما يحدث فيها ففي كل غرفة وسرير يوقد مريض يعاني إما من حمى الضنك أو الملاريا أو أمراض من أعراضها الحمى ولكن لا يتم التدقيق بنوعية المرض أو معرفته والكثيرون متخوفون من انتشار فيروس كورونا أو ظهور حالة في أي لحظة خاصة بعد وفاة عدد كبير من المواطنين بسبب المرض بعد ساعات أو أيام من الإصابة به.
تقرير : دنيا حسين فرحان
*حالة وفاة في ازدياد ومخاوف المواطنين تتضاعف:
كثير ما نسمع عن تواجد حالات تعاني من الحمى بمختلف المناطق والمديريات في محافظة عدن وتحديدا مديرية المعلا التي شهدت حالات وفاة بالجملة بسبب المرض الذي لم يعرف أحد نوعيته وتخوف عدد كبير من الأهالي بأن يكون هذا المرض هو كورونا الذي أقلق العالم بعد ظهوره في الصين وحصدة أرواح كميات كبيرة من الناس وبدأت حالات في الظهور في دول مختلفة من العالم.
هذه المخاوف بدأت تزداد خاصة بعد وفاة حالات أخرى في المستشفيات التي أصبحت تعج بالمرضى والتي أصبح هناك من لا يقبل فيها بسبب كثرة الحالات أو عدم قدرة المريض على دفع قيمة العلاج خاصة لو كانت المستشفيات خاصة أو حتى حكومية لكن سعر الأدوية والعلاجات باهض ومكلف.
وفي كل مرة يتم فيها ذكر حالة توفت بسبب الحمى أو المرض يزداد الخوف والهاجس لدى سكان العاصمة عدن من تفشي وباء جديد يفتك بما تبقى منهم بعد أن أخذت الحرب على النصف وجاءت الأمراض لتريد أن تحصد النفص الآخر منهم.
*بناء مركز لعلاج مرضى الكورونا يحدث جدلا واسعا في المدينة:
من أكثر الأخبار التي تم تداولها في الصحف والمواقع الالكترونية هو بناء مركز خاص لعلاج مرضى كورونا في مستشفى الصداقة وبتكتم واضح من إدارة المستشفى التي عقبت ونفت الخبر وصرحت أنه لا صحة لما تم تداوله خاصة وأن هناك من أشاع بأن الإمارات ستقوم بنقل مرضاها المصابون بالكورونا للعلاج فيه.
الخبر نزل كالصاعقة على أهالي عدن خاصة الممرضات والأطباء في مستشفى الصداقة الذين عبروا عن غضبهم واستنكارهم مما يحدث في حال كان الخبر صحيح وأعلنوا عن إضراب إلى أن يتم توضيح ما يحدث من قبل الإدارة وخاصة بعد نشر صور من المركز من داخل حوش مستشفى الصداقة.
كل هذا آثار جدلا واسعا في أوساط السكان القاطنين بالقرب من المستشفى وخاصة من سكان مديرية الشيخ عثمان وتوسع لمخاوف للمديريات الأخرى في محافظة عدن التي أصبح كابوس كورونا يهدد صحتها وسكينتها بعد أن انتشرت أمراض كثيرة ووفاة حالات واحصائيات المرضى بالمستشفيات والمجمعات الصحية في تزايد.
*مناشدات للجهات المعنية لعمل حملات للرش الضبابي واتخاذ الوقاية اللازمة:
من الأشياء التي من المفترض أن تقوم بها أي دولة أن تتخذ اجراءات وتدابير احترازية خاصة في حالة ظهور وباء أو مرض وذلك من أجل حماية المواطنين ومنعه من الانتشار , ولكن مع الأسف في بلدنا الوضع مختلف فلا توجد هناك الوقاية اللازمة ولا تلك الإجراءات المفروضة.
فبعد أن أعلن مطار عدن عن انشاء غرفة للحجر الصحي داخل المطار بعد الكشف عن كل المسافرين القادمين لمطار عدن ولكن هناك أشياء كثيرة ناقصة كلن يجب الترتيب لها بالشراكة مع وزارة الصحة خاصة بعد وصول مسافرين يمنيين من الصين والقيام بإنشاء مركز للحجر الصحي يتم نقل كل القادمون من الصين للبقاء فيه مدة أطول للتأكد من احتمال اصابتهم بفيروس كورونا.
حملات الرش الضبابي الذي قام بها مأمور المعلا فهد مشبق وتداولت على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي كانت خطوة لا بد منها خاصة وأن مديرية المعلا شهدت ارتفاع في معدل المرضى والوفيات بحمى الضنك كما قبل اثناء التشخيص وكان يجب أن بتم الرش كنوع من الوقاية ومحاربة البعوض الذي يساهم بشكل رئيسي في نقل أي مرض.
لكن كان من المفترض أن تتم حملة شاملة لكل مديريات محافظات عدن كإجراء وقائي وحماية المواطنين لكن مع الأسف لم يلقى هذا الأمر اهتمام الجهات المعنية من وزارة الصحة ومكتبها والسلطات المحلية في المديريات ليبقى المواطنون في حيرة وخوف وقلق من القادم الذي ينتظرهم في حال تم اكتشاف حالة حقيقة تحمل مرض كورونا في عدن.
*وبين انتشار الأمراض وازدحام المستشفيات بالمرضى وبين قلق وهاجس الإصابة يقف المواطنين في عدن بين الموت وانتظاره فما أشبه اليوم بالبارحة والغد في ظل تدهور قطاع الصحة وعجز الجهات المعنية فيه من حماية المواطنين والمحافظة على حياتهم.