ولدت كما يُولد الأطفال سوية، لكن القدر كان له رأي آخر عندما كان عمرها 5 سنوات أصيبت بمرض مناعي نادر تمثل في انسداد الأوعية الدموية الموصلة للقدمين، ليأتي قرار الأطباء صادما ببتر قدميها.
لم يكن أمام أسرة الطفلة جنة مفر فتمت العملية وتم بتر قدميها بالكامل لوجود قدم أكبر من الأخرى، وتزايدت الأزمة مع اضطرارها للذهاب إلى المستشفى على فترات متقطعة لإجراء عملية كلما طالت أطرافها؟
مع جلسات العلاج الطبيعي الشاقة، وجدت في السباحة ملاذا لها لإنقاذها من وضعها الذي تعاني منه لتثبت للجميع أن الإعاقة ليست في الجسد بل في الإرادة.
اليوم أصبحت جنة شريف محمد البشبيشي، ذات الـ 11 عامًا، في السنة السادسة من المرحلة الابتدائية بمدرسة 25 يناير، وبفضل صمودها وإرادتها صارت أصغر بطلة سباحة بلا قدمين لتقدر على تحقيق ما تتمناه رغم إعاقتها.
«جنة» تحدثت بكلمات مميزة، بلهجة أهل دمياط، قائلة إنها وجدت من السباحة رياضة تساعدها على تخطي الصعوبات في حياتها، والتي بدأتها منذ 3 سنوات بعدما سئمت من العلاج الطبيعي فتوجهت لنادي المستقبل.
وفي «المستقبل» حصلت جنة على تشجيع كبير من جانب المدربين حتى استطاعت في وقت قصير تحقيق رقم قياسي وحصلت على عدد من الشهادات والجوائز من الأندية والميدالية الفضية من بطولة كأس مصر.
ولا تمنع السباحة جنة من التفوق في الدراسة بمساعدة أسرتها وجيرانها الذين يقدمون على استذكار دروسها واستخدامها للأطراف الصناعية للقدرة على الحركة، حيث تأمل في الالتحاق قريبا بالنادي الأوليمبي، وتتمنى أن تكون طبيبة ومدربة سباحة بعد احترافها وتمثيل مصر في دورة الألعاب البارالمبية.