لم يكن ال21 من فبراير يوم عابر في تاريخ اليمن بل كان علامة فارقة تمثلت في الإنتقال السلس للسلطة عبر صناديق الإقتراع.
إنتصر اليمنيون لثورتهم في توافق سياسي رعاه الأشقاء ودعمه الأصدقاء، وشهد العالم بصوابية مضامينه وموضوعية مطالبة، فكانت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة تتويجاً لما أمكن التوافق عليه بين مكونات الثورة وأطراف العمل السياسي، من أحزاب ومكونات وبين خيار الشعب وضرورات السياسة، وأهداف الثورة ومعطيات الواقع الذي فرض توافقا مطعماً بالتنازل لصالح اليمن وشعبها العظيم ، وهو ما أفضى بدوره إلى آلية تبدأ بتسليم السلطة وتغيير منظومة الحكم التي بدت تائهة متصلبة امام كل المتغيرات والتطورات التي حملتها رياح ثورات الربيع العربي.
لقد توجه الجميع إلى صناديق الإقتراع من ثم أُنتخبَ الرئيس هادي وحضي بقبول وترحيب كبير من الشعب والأحزاب والمكونات السياسية اليمنية لِما كان يتمتع بهِ الرجل من نزاهة ومواقف وطنية خلدت في تاريخ اليمن .
اعتلى الرئيس هادي سدة الحكم وازعج الذين كانوا يرون ان وصوله الى كرسي الحكم قد يقضي على كافة الإمتيازات التي كانت تردهم سابقاً من داخل الوطن وخارجه.
عمل هادي على تجسيد إرادة الشعب واحترام الدستور والقانون وحماية الوحدة الوطنية ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية.
كان الرئيس ولايزال يصارع هنا وهناك من أجل إخراج اليمن ممّا هي فيه ولازال متمسكاً بالثوابت الوطنية ماضٍ في مشروعه النبيل ينشد يمن إتحادي جديد يحفظ الحقوق والحريات لجميع اليمنيين.
لقد مر فخامة الرئيس بأيامٍ عصيبة وظروف قاسية منذُ أن إنقلبت مليشيا الحوثي الإرهابية على النظام الجمهوري إلى يومنا هذا، فوطنيته لاتقاس بأحد فرغم الظروف الصعبة والعراقيل التي وضعت أمامه، لازال شامخاً كالجبل هامته تُعانق عنان السماء في قلبه هموم أمة ومعاناة شعب .
كانت الثمانية اعوام الماضية كفيلة بأن يعرف الشعب مكانة هذا القائد العظيم، الذي حاول جاهداً ولا زال لملمة الصفوف وحل كل القضايا اليمنية تحت سقف حوار بناء، يخرج الجميع فيه منتصرين لأنفسهم وللوطن.
لقد تسببت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران بتدمير مؤسسات الدولة بعد الإنقلاب عليها عقبها تدميراً ممنهج للبنية التحتية، مخلفة وراءها مآسي ومعاناة يعيشها الملايين من اليمنيين إلى يومنا هذا .
ولم ينتهِ الإمر عند هذا الحد بل عمدت المليشيات إلى إقامة الدورات الطائفية، ونشر ثقافة التجهيل في أوساط المجتمع والتحريف في المناهج الدراسية، والقضاء على ملامح الجمهورية وعودة السيد والعبد إلى الواجهة من جديد، بأستخدام لغة الترهيب والترقيب ، وإذلال كل من يقول لا لكل هذا الإجرام العبث .
ماتحتاجه اليوم اليمن للقضاء على براثن الإنقلاب، اصطفاف وطني صادق خلف فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، وتناسي خلافات الماضي والتخلي عن المصالح الشخصية من أجل اليمن و شعبها المسكين، ودماء الشهداء الطاهرة الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن تبقى اليمن عزيزة وينعم شعبها بالأمن والأمآن والإستقرار.