لم تكن تتوقع كارول أن تخوض معارك بهذا الحجم، بعد أن تم القبض على زوجها كارلوس غصن في نوفمبر 2018.
وقد ضغطت كارول على زعماء العالم، بدءا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحتى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون من أجل إطلاق سراح زوجها، بحسب حوار صحفي أجرته معها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وأضافت الصحيفة أن ولاء كارول غصن لزوجها قد جذب انتباه السلطات اليابانية. وفي 7 فبراير، تم إصدار مذكرة توقيف بحقها بتهمة الكذب تحت القسم فيما يخص اتصالها بالشهود.
ويزعم ممثلو الادعاء أن السيدة غصن التقت بمدير تنفيذي من نيسان في عُمان، وحثته على عدم التعاون مع المحققين، متهمين إياها أيضا بأنها حثت وكيل نيسان لبناني الجنسية على مغادرة لبنان وعدم التواصل مع أي شخص في شركة صناعة السيارات اليابانية.
وقد نفت كارول غصن الاتهامات بمحاولتها التأثير على الشهود، حيث قالت إن الاتهامات محاولة من السلطات اليابانية "من أجل إخافتها"، مضيفة "لا علاقة لي بالقضية.. هذا مثير للشفقة".
وكارول غصن هي مساهمة في شركة مقرها جزر العذراء بالولايات المتحدة تدعى "بيوتي ياكتس"، والتي تمتلك يختا طوله 120 قدما تستخدمه عائلة عصن.
وفي عام 2015، اشترت عائلة غصن اليخت بقيمة 12 مليون دولار، باستخدام أموال أرسلها ديفيندو كومار، المدير التنفيذي بوكالة شركة نيسان في عمان، والذي تتهمه السلطات اليابانية بالتواصل مع كارول غصن بعد القبض على زوجها.
ويزعم محققو نيسان أن غصن قام بتحويل الأموال إلى كومار من مدفوعات التسويق التي دفعتها شركة صناعة السيارات اليابانية إلى وكالة السيارات في عمان، وقال غصن إن جميع مدفوعات نيسان إلى وكالة الشركة بعمان قانونية، نافيا تلقي أي أموال من نيسان.
وفي أبريل الماضي، شهدت السيدة غصن أمام المحكمة اليابانية أنها لم تكن على علم بمصدر الأموال التي استخدمات في شراء اليخت.
وبعد إطلاق سراح غصن بكفالة، تم منعه من الحديث إلى زوجته التي علقت للصحيفة الأميركية بقولها: "لقد كان أمرا صعبا، إذ كان مهينا أن نعرف أنه ليس لدينا حميمية كزوجين، وأن محادثتنا سيتم إبلاغها إلى القاضي والمدعي العام".
واعتقل غصن في نوفمبر 2018، لدى هبوطه من طائرته الخاصة في طوكيو وقضى 108 أيام قيد الاحتجاز قبل أن يتم إطلاق سراحه بكفالة.
وأعيد توقيفه بعد وقت قصير مع توجيه الادعاء تهما جديدة بحقه، لكن أطلق سراحه بكفالة مرة ثانية بعد أن قضى 21 يوما إضافيا في السجن، حيث استطاع الهروب من اليابان إلى لبنان مرورا بمطار إسطنبول التركي.
من هي كارول غصن؟
سيدة الأعمال الأنيقة ذات الشعر الأشقر غير معروفة كثيرا في لبنان. ولدت في بيروت عام 1966. وأمضت الجزء الكبير من حياتها في الولايات المتحدة. وتحمل الجنسية الأميركية وكذلك أولادها الثلاثة من زواج سابق.
وتلقت تعليما عاليا وحققت نجاحا بجهدها، وفي العقد الماضي أسست شركة لبيع العباءات الفاخرة.
والتقت بكارلوس ووقعا بسرعة في الغرام. وكان لكارول تأثير مهدئ على زوجها المندفع، بحسب أحد الأصدقاء.
تزوجا عام 2016 في قصر فرساي المهيب قرب باريس في مراسم مترفة جذبت انتباه السلطات، وسط تساؤلات حول كيفية تسديد كلفة الحفل.