ودعنا الى الدار الآخرة قبل ايام الشيخ الفاضل هيثم محمد هيثم الحرد الفرجي بعد معاناة مع المرض..
وحضر مراسم التشييع جمع غفير من ابناء مديرية مودية والمناطق المجاورة حيث كان الفقيد الراحل يحضى بمكانة في المجتمع وكونه احد مشائخ المياسر ووجهاؤها..
بدأ حياته رحمه الله كغيره من ابناء الريف في اسرة ريفية محدودة الدخل ..
وعمل في الارض والزراعة قبل ان يلتحق في خمسينيات القرن الماضي بقوات الامن ليستمر في عمله كرجل امن حتى العام 1970م ...
تم تسريحه من العمل ضمن المجاميع الذين سرحوا من القطاعين المدني والعسكري في تلك الفترة..
بعد التسريح القسري من العمل بحث الفقيد عن عمل آخر ليعيل من خلاله اسرته والتحق بادارة مياة المنطقة الوسطى كحارس فيها..
تعرض في هذه الاثناء للاعتقال التعسفي من قبل النظام البائد الذي كان يحكم محافظات الجنوب اليمني وحكم عليه بالاعدام ضمن مجموعة من المعتقلين ليتم بعد ذلك تعديل الحكم الجائر الى السجن المؤبد ورحل الى سجن المنصورة ليمكث في الاعتقال لاكثر من ست سنوات واطلق سراحه بقرار سياسي نهاية العام1978م..
اشتغل رحمه الله في النجارة حيث اكتسب هذه المهنة وتعلمها اثناء فترة الاعتقال بسجن المنصورة..
اضطر بعد ذلك ونتيجة للظروف المعيشية الصعبة التي مر بها للهجرة والاغتراب في المملكة العربية السعودية..
عاد بعدها لارض الوطن مسقط الرأس مودية ليساهم في حل بعض القضايا التي تطرأ بين المواطنين من حين لآخر كونه احد المشائخ في المنطقة حيث يلجأ اليه المتخاصمين لحل الاشكاليات فيما بينهم..
كان رحمه الله تعالى يتمتع بعلاقات اجتماعية جيدة مع الجميع ..
وكان رحمه الله ذو رأي سديد وكلمة مسموعة..
رغم تضحياته ومساهماته إلا انه لم يتمكن من العودة لعمله السابق في قوات الامن الذي سرح منه عنوة ..
وبموجب قرار عودة المسرحين قسراً..
لذا نلفت عناية قيادة وزارة الداخلية ممثلة بمعالي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية المهندس احمد بن احمد الميسري لاعطاء توجيهاتهم الكريمة لالحاق الفقيد ضمن كشوفات العائدين واعتماد راتب شهري لاسرته نظير التضحيات والمواقف الوطنية التي قدمها الفقيد الشيخ هيثم محمد هيثم الحرد رحمه الله واسكنه الجنة..
وتكريماً وتشريفاً لهذه الشخصية التي تحضى بمكانة مجتمعية وقبلية.
رحم الله الفقيد هيثم الحرد الذي عاش عزيز النفس كريماً فقيراً وغادرنا الى الدار الآخرة عزيزاً كريماً .