في معركة تحرير وادي وصحراء حضرموت، برزت حنكة وحكمة محمد عبدالملك الزبيدي بوصفها عاملًا حاسمًا في إدارة مرحلة دقيقة ومعقّدة، جمعت بين متطلبات الحسم الأمني وضرورة الحفاظ على الاستقرار المجتمعي. فقد أدار هذه المرحلة بعقلية سياسية واعية، تدرك أن المعارك لا تُكسب بالقوة وحدها، بل بحسن التقدير، وضبط القرار، وقراءة الواقع بمسؤولية.
اتسمت سياساته بالمرونة المتوازنة مع الحزم؛ فكان واضحًا في أهدافه، ثابتًا في مواقفه، حريصًا على أن تسير العمليات وفق مسار يحفظ الأمن ويمنع الانزلاق نحو الفوضى. وقد تجلّت حنكته في قدرته على توحيد الجهود الأمنية، وتنسيق الأدوار، وتقديم المصلحة العامة على أي اعتبارات أخرى، ما أسهم في إنجاح معركة التحرير بأقل كلفة ممكنة.
وخلال مرحلة تثبيت الأمن في وادي حضرموت، أثبت محمد عبدالملك الزبيدي أن الإدارة الحكيمة لما بعد التحرير لا تقل أهمية عن المعركة نفسها. فعمل على دعم الاستقرار، وتعزيز حضور المؤسسات، وترسيخ الثقة بين الأجهزة الأمنية والمجتمع، مؤمنًا بأن الأمن المستدام يقوم على الشراكة والالتزام بالقانون.
لقد شكّلت تجربته خلال تحرير وادي وصحراء حضرموت نموذجًا في القيادة السياسية الرشيدة، التي تجمع بين الشجاعة والحكمة، وبين القرار الصائب والرؤية البعيدة، وأسهمت في فتح مرحلة جديدة عنوانها الأمن والاستقرار وبناء المستقبل.