بقلم/ د. أنور الصوفي
ترفع القبعة لأمثال القيادات الجنوبية التي جاءت من بطن الثورة، ولم تتسلق على نضالات غيرها، فهتف المواطن باسم الجنوب، وتقدمت تلك القيادات الصفوف، وتشكل الجيش الجنوبي، وزلزل عروش الطغاة الذين كانوا ينهبون آبار النفط، ويتمكلون قطاعات هائلة، ونحن معشر الشعب كنا نأكل ما تساقط من فتات موائدهم، فكانوا يمخرون البحر ليتقاسموه فيما بينهم قطاعات لكل هامور حدوده البحرية وكل مياهه المالحة بما حوت من الأسماك التي لا نعرف الكثير من مسمياتها، وليس لنا إلا الباغة والشروة، وشيئًا من ثمد قليل.
بعد نضالات شعب الجنوب التي قدم فيها أشجع رجاله، تفاءل الجنوبيون بوطن يحفظ حقوق مواطنيه، فالأرض أصبحت تحت سيطرة الجنوبيين، وتكاد تكون البلاد مستقلة تمامًا من هوامير النفط والغاز والثروات، وهنا تبقى للجنوبيين أن يوحدوا الصفوف وينبذوا كل هامور، وساعتها سيعيش الجنوبيون في رخاء، ويموت الفقر في هذه البقعة من الأرض الغنية بالثروات.
ولكن وآه من لكن لا نريد أن نستبدل تلك الهوامير بهوامير أوسع كروشًا، نريد أن يأخذ كل مواطني الجنوب حصتهم من ثروات وطنهم، نريد استقلالًا يعيد للمواطن كرامته لا نريد استغلالًا للثروات كما استغلها هوامير الوحدة الذين تشبعوا بالحرام، وتركوا الشعب يتلقف ما يسقط من فتات موائدهم العامرة بالمحمر والمشمر والملأى بما لذ وطاب، نريد دولة تحفظ للجنوبي كرامته، نريد أن نكون أنموذجًا للدولة العصرية الحديثة.
لا نريد استبدال هوامير القطاعات النفطية بهوامير الأحواش والجمعيات السكنية، لا نريد نهبًا لأراضي الموظفين البسطاء، فالأكاديميون يطالبون بأراضيهم منذ سنوات ولديهم التوجيهات والأحكام القضائية، ولكنه يحول بينهم وبين أراضيهم هوامير الأراضي، فلتتنبه القيادة لهذه النقطة وألا تكون أراضي منتسبي أربع جامعات حكومية مدخلًا لنشوء هوامير جدد، نريد استقلالًا للجنوب لا استغلالًا لثرواته واستغلالًا لحقوق أبنائه، إننا نبحث عن دولة العدالة والنظام والقانون، فلا تحرموناها، وتجعلونا ندخل في مرحلة نضال جديدة، فلقد هرمنا ونحن نبحث عن قطعة أرض، فلا تحرموناها، ولا تجعلوا الجنوب يدخل مرحلة الصراعات مرة أخرى، حافظوا على الجنوب فهو بين أيديكم، رتبوا الأولويات، وأعطوا كل ذي حق حقه، ولننبذ المناطقية والقروية والجهوية.
دوله_الجنوب_العربي