إنجاز يليق بالوطن ويفتح أبواب العزة والكرامة
يشكل التخرج من الكليات العسكرية حدثاً مفصلياً في حياة الشباب، فهو يمثل تتويجاً لسنوات من الانضباط الصارم والتضحية والتحصيل العلمي، وبوابة للدخول إلى سلك الدفاع عن الوطن.
وفي هذا السياق، تأتي تهنئة المستشار علي حسن سيف للأخ العزيز الملازم ثاني حسام نمري صالح مثنى الحوشبي بمناسبة تخرجه من الكلية الحربية في عدن، الدفعة (52) حربية، وحصوله على رتبة ملازم ثانٍ ودرجة البكالوريوس في العلوم العسكرية، لتؤكد على أهمية هذا الإنجاز الوطني والأكاديمي.
إن هذا التخرج ليس مجرد حصول على شهادة ورتبة، بل هو التزام متجدد تجاه أمن واستقرار المجتمع الذي ينتظر من خريجي المؤسسات العسكرية قدوة حسنة وعزيمة لا تلين.
يمثل الالتحاق بالكلية الحربية تحدياً متعدد الأبعاد يتجاوز بكثير حدود التعليم التقليدي. فهو يدمج بين الصرامة الأكاديمية المتخصصة في العلوم العسكرية وبين التدريب البدني والنفسي الشاق الذي يهدف إلى صقل شخصية الضابط القادم.
لقد أشار المستشار علي حسن سيف في تهنئته إلى أن هذا الإنجاز هو "ثمرة جهد وعطاء متواصل"، وهذا يؤكد أن مسيرة حسام نمري في الكلية كانت رحلة دؤوبة تتطلب استثماراً كبيراً للوقت والجهد الذهني والجسدي.
العلوم العسكرية الحديثة، التي تُدرس في كليات مثل كلية عدن، لم تعد تقتصر على التكتيكات الميدانية، بل تشمل الآن مجالات معقدة مثل الأمن السيبراني، وإدارة الموارد العسكرية، وفهم الجغرافيا السياسية المعاصرة. الحصول على درجة البكالوريوس في هذا المجال يعني أن الملازم الثاني الجديد مسلح بفهم نظري عميق يوازي قدرته على التنفيذ العملي.
تخرج الدفعة (52) حربية يكتسب أهمية خاصة في السياق الحالي الذي يتسم بتعقيدات أمنية إقليمية ومحلية. إن القوات المسلحة الحديثة تعتمد بشكل أساسي على ضباط مؤهلين يتمتعون بمهارات القيادة واتخاذ القرار تحت الضغط. فدرجة الملازم الثاني هي بداية السلم القيادي، حيث يُلقى على عاتق هذا الضابط مسؤولية قيادة وحدات صغيرة وإدارة أفرادها، وضمان تطبيق الخطط الاستراتيجية على المستوى التكتيكي.
إن التحدي لا يكمن فقط في تطبيق ما تم تعلمه في قاعات الدرس، بل في القدرة على التكيف مع المتغيرات الميدانية المفاجئة، وهو ما تدرب عليه الخريجون لسنوات.
إن الفخر الذي عبر عنه المستشار علي حسن سيف يمثل الفخر المجتمعي الأوسع. إن الأسرة والمجتمع يريان في هؤلاء الخريجين امتداداً لأمنهما وسلامتهما. هذه المؤسسات العسكرية هي الحارس الأمين للدولة ومؤسساتها. فمنذ نشأة الكليات العسكرية، كان الهدف هو تخريج قادة قادرين على المحافظة على السيادة الوطنية والردع الفعال. فإذا نظرنا إلى تاريخ الكليات العسكرية في المنطقة، نجد أن خريجيها لعبوا أدواراً حاسمة في بناء الدول وحماية مكاسبها الوطنية، وحسام نمري يمثل الآن جزءاً من هذا الإرث العريق.
علاوة على الجانب العسكري، فإن نيل درجة البكالوريوس يفتح آفاقاً للتطور المهني المستمر. يتطلب العالم الحديث ضباطاً قادرين على ربط العمليات العسكرية بالاستراتيجيات الوطنية الأوسع. هذا التأهيل الأكاديمي يضمن أن الملازم الثاني قادر على فهم السياقات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر في المشهد الأمني. فالتدريب لا ينتهي بالتخرج؛ بل تبدأ مرحلة التعلم المستمر والتخصص.
التمنيات بدوام التوفيق والنجاح في الحياة العملية والعسكرية التي وردت في التهنئة هي دعوة صريحة للاستمرار في بذل الجهد وعدم الركون إلى ما تم تحقيقه. إن الحاجة ماسة إلى كوادر عسكرية مدربة ومؤهلة تساهم في إعادة بناء المؤسسات وتعزيز الاستقرار. إن الضابط المتخرج يجب أن يكون نموذجاً للانضباط والنزاهة، ليس فقط أمام مرؤوسيه وزملائه، بل أمام المجتمع ككل. فالشفافية والالتزام بالقوانين العسكرية والإنسانية هي حجر الزاوية في بناء جيش وطني محترف وموثوق به.
إن هذه الصفات هي التي تميز الضابط الذي نال درجة البكالوريوس عن مجرد جندي مدرب تدريباً أساسياً.
ختاماً، تمثل تهنئة المستشار علي حسن سيف للملازم ثاني حسام نمري صالح مثنى الحوشبي بمناسبة تخرجه من الكلية الحربية، الدفعة 52، اعترافاً رسمياً ومجتمعياً بإنجاز كبير. هذا الإنجاز هو دمج ناجح بين العطاء الأكاديمي والتدريب الميداني القاسي، وهو ما يجعله مؤهلاً لحمل مسؤولية الرتبة الجديدة. المستقبل العسكري ينتظر حسام نمري بفرص للقيادة والتأثير، مع التمني له بالنجاح المستمر في خدمة وطنه، مستمراً على نفس الدرب من الجهد والعطاء الذي أوصله إلى منصة التخرج هذه.