الثلاثون من نوفمبر ليس مجرد يومٍ في الذاكرة، بل هو ملحمةٌ وطنية سطّرها أبناء الجنوب بدمائهم وصبرهم وإصرارهم على الحرية. إنه اليوم الذي تحوّل فيه الحلم إلى واقع، واليأس إلى أمل، والقيود إلى راياتٍ ترفرف في سماء الوطن.
في ذلك اليوم، انكسرت قيود الاستعمار، وارتفعت أصوات الجماهير في الساحات والميادين، تهتف للحرية وتعلن ميلاد الجنوب المستقل. كان الفجر مختلفاً، فجراً يضيء الأرض بوهج الكرامة، ويزرع في النفوس يقيناً أن التضحية لا تذهب سدى.
ملحمة 30 نوفمبر ليست حدثاً عابراً، بل هي قصة شعبٍ آمن بحقه في الحياة، ورفض أن يكون تابعاً أو أسيراً. هي درسٌ للأجيال أن الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع، وأن الوطن لا يُبنى إلا بسواعد أبنائه وإرادتهم الصلبة.
اليوم، حين نستحضر ذكرى الملحمة، فإننا نستحضر معها وجوه الشهداء الذين رحلوا ليبقى الوطن، ونستحضر معها أصوات الأمهات اللواتي قدّمن أبناءهن قرابين للحرية. إنها ذكرى تُلهمنا أن نواصل الطريق، وأن نحافظ على ما تحقق، وأن نكتب المستقبل بوعيٍ وإصرار.
ملحمة 30 نوفمبر67م هي قصيدة الجنوب الخالدة، هي وعد الحرية المتجدد، هي صوت الأرض وهي تقول: لقد تحررت، وسأظل حرةً أبد الدهر.