كتب / د . أنور الصوفي
يزهو القلم وتتبختر الكلمات وهي تكتب عن هامة علمية لامعة، وترقص الحروف طربًا عند الحديث عن نابغة زمانه في زمن قلت فيه النوابغ، وتتسابق الصفحات لتفرش بياضها لتحل عليها كتابة قصة نجاح ويا لها من قصة عجيبة وفريدة في عالم العلم، وتأبى الأفكار إلا أن تحط رحالها في محراب صاحب الفخامة العلمية، فما من مرحلة علمية مر بها إلا وكان صدرها ورأسها وقلبها ورحيقها وزبدتها، سأترككم تعيشون لحظات مع العلم الذي يمشي على الأرض.
نعم يا سادة إن له من اسمه نصيب، فهو الصالح في كل شيء، وهو السعد حيثما حل وارتحل، نعم إنه ضيف قلمي وأفكاري إنه أحد الذي شرفت في يوم من الأيام أن أكون أستاذًا له، فأصبح أستاذًا وزميلًا بل وصديقًا مقربًا، إنه نابغة عصره ورحيق زمانه إنه الفطن الذي يعرفه الكل ويجله الجميع، إنه واسطة العقد الدكتور صالح السعدي.
الدكتور صالح السعدي هو الشخص الذي ناديناه بلقبه العلمي (دكتور) قبل أن يشرع في الدكتوراة، فليت الألقاب تمنح من غير بحوث وشهادات فساعتها سيمنح الدكتور السعدي لقب بروفيسور من هذه اللحظة، ما بالكم بشخص بدأ حياته في رياض القرآن فحفظ كتاب الله وسابق به في أكثر من محفل علمي، ما بالكم بطالب علم تبوأ المركز الأول في كل مراحل دراسته ولم يتخل عنه حتى بلغ الدكتوراة وهو الأول على دفعته، لا أبالغ إن قلت لكم أن الدكتور السعدي كان يستحق أن يكون أستاذًا في الجامعة من أول سنة له في الكلية، ولا أبالغ إن قلت لكم أنه إذا كان للعلم رموز فهو أحد رموز العلم.
ما أجمل أن يكون العلم مكسو بالأخلاق، فالكل مجمع على الأخلاق العالية لهذه الهامة العلمية، فالسعدي مزيج من الأخلاق والعلم والحلم والحكمة والنجاح والتميز والتواضع الجم، ما شاء الله بارك الله.
حاولت أن ألجم قلمي ليتوقف، ولأفكاري ألا تسترسل لسرد قصة نجاح صاحب الفخامة العلمية الدكتور صالح السعدي فتوقفت هنا، لعلي أفوز بلحظة الفرح التي تغمر الدكتور صالح السعدي، وتغمر محبيه، فتوقفت لأنشر هذا القليل في حقه، فالحديث عن الدكتور صالح السعدي يحتاج لكتب لتؤلف ليقتدي طلاب العلم به، ويكفيني فخرًا أن كنت في يوم من الأيام واقفًا أمام هذا الجبل، لأردد على مسامعه محاضرات هي مجرد تحريك لخبايا علم مخزون عنده، فمبارك تلميذي وزميلي وصديقي القريب من قلبي، مبارك عليكم هذا التميز العلمي، وأتمنى لك مزيدًا من الألقاب.