برعاية معالي وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم، وبدعم من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلم والثقافة (الإيسيسكو)، نظمت اللجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم، صباح اليوم الإثنين، ورشة عمل حول "بناء القدرات: التدريب على الصحة العقلية لفائدة المراهقين والشباب"، والتي تستمر خلال المدة من 6 إلى 7 أكتوبر الجاري، بمشاركة واسعة لعديد من الطلاب من جامعات عدن ولحج وأبين، وتأتي ضمن جهود اللجنة الوطنية بالتعاون مع الإيسيسكو لتعزيز الوعي بالصحة العقلية والنفسية، وتزويد الشباب بالمهارات التي تساعدهم على التكيف الإيجابي ومواجهة الأزمات الراهنة التي تشهدها البلاد.
في مستهل الورشة ألقت الدكتورة/حفيظة الشيخ الأمين العام للجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم، كلمة افتتاحية أكدت فيها أن انعقاد هذه الورشة في هذا التوقيت يعكس إدراكًا عميقًا لأهمية الصحة النفسية والعقلية، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وتداعياتها على فئة الشباب والمراهقين، وأوضحت أن المجتمعات لا يمكن أن تنضج دون الاهتمام ببناء الإنسان من الداخل، وتحصينه نفسيًا واجتماعيًا ليكون قادرًا على العطاء والإبداع، مشددة على أن الاستثمار في الصحة النفسية يمثل أساسًا حقيقيًا للتنمية البشرية المستدامة، لكونه يسهم في بناء أجيال قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق التوازن في حياتها العلمية والعملية.
وأضافت الدكتورة الشيخ أن اللجنة الوطنية تسعى، من خلال شراكتها الفاعلة مع منظمة الإيسيسكو، إلى تطوير البرامج التدريبية التي تعزز الوعي وتدعم المبادرات الشبابية الرامية إلى ترسيخ قيم السلام والتسامح والصحة النفسية المتوازنة، كما أعربت عن شكرها العميق لمنظمة الإيسيسكو على دعمها المستمر لليمن، مثمنة جهودها الكبيرة في تمكين الكوادر الوطنية، وتبنيها لمشروعات نوعية تهدف إلى بناء القدرات في مجالات التعليم والثقافة والصحة العقلية.
من جانبه ألقى الدكتور/ عليون ندياي رئيس قسم السلام بقطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية في منظمة الإيسيسكو، كلمة نقل فيها تحيات مسؤولي المنظمة، مؤكدًا أن هذه الورشة تأتي في إطار جهود الإيسيسكو لتعزيز التنمية الشاملة في الدول الأعضاء من خلال بناء القدرات النفسية والاجتماعية للشباب، وأشار إلى أن الاهتمام بالصحة العقلية لم يعد ترفًا بل ضرورة إنسانية وتنموية، خصوصًا في ظل التحولات العالمية المتسارعة التي تستدعي أجيالًا أكثر وعيًا وصلابة وقدرة على التكيف مع الأزمات.
وأكد الدكتور ندياي التزام الإيسيسكو بمواصلة دعم مثل هذه الأنشطة والدورات التدريبية التي تهدف إلى تمكين الشباب من اكتساب مهارات التعامل مع الضغوط النفسية، وبناء ثقافة السلام الداخلي والتعايش الإيجابي، كما ثمن التعاون المثمر مع اللجنة الوطنية اليمنية للتربية والثقافة والعلوم، مشيدًا بالدور المتميز الذي تضطلع به الدكتورة/ حفيظة الشيخ، في تعزيز العلاقة مع منظمة العالم الإسلامي الايسيسكو وتمتينها وتعميقها نحو تحقق الأهداف المشتركة في مجالات التربية والثقافة والصحة العقلية.
كما تضمنت الورشة عددًا من الجلسات العلمية حيث قدّم الأستاذ الدكتور/فضل الربيعي ورقة عمل بعنوان "استمرار الحرب وتأثيرها على فئة الشباب والمراهقين من النواحي النفسية والاجتماعية"، استعرض خلالها أبرز الآثار السلبية للحروب على هذه الفئة، من النواحي النفسية والاجتماعية والسلوكية والتعليمية، إلى جانب طرح حلول واستراتيجيات دعم ومواجهة فعالة، كما قدم الدكتور/محمد إدموليد من تونس، عبر تقنية الاتصال المرئي، ورقة علمية بعنوان "الصحة النفسية والعقلية للمراهقين والشباب: فهم أعمق وبناء مرونة في زمن الأزمات".
وفي مداخلة لعميد كلية الآداب بجامعة عدن الأستاذ الدكتور/جمال الحسني، أوضح خلالها أن هذه الورشة تكتسب أهميتها من كونها تسلط الضوء على فئة الشباب والمراهقين، الذين يشكلون عماد المستقبل في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد منذ نحو عشر سنوات من الحرب، وأشار إلى أن دعم القدرات النفسية لهذه الفئة يمثل خطوة جوهرية نحو تعزيز صمودهم وتمكينهم من أداء دورهم التنموي والاجتماعي بكفاءة، معربًا عن سعادته بالمشاركة الفاعلة لطلبة الجامعات في الورشة، مؤكدًا أن مثل هذه الأنشطة تتيح لهم فرصة لاكتساب معارف ومهارات جديدة تسهم في تطوير شخصياتهم وبناء وعيهم الذاتي والاجتماعي.
من جهته أكد الأستاذ الدكتور/مبارك سالمين أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة عدن، أن أهمية الورشة تكمن في تركيزها على إعداد حزمة من المهارات والقدرات للقادة الشباب المشاركين، لتمكينهم أولًا من إصلاح أنفسهم نفسيًا واجتماعيًا، ومن ثم الإسهام في تحسين أوضاع مجتمعاتهم المحلية، وأضاف أن بناء الوعي النفسي والمعرفي لدى الشباب يعد من الركائز الأساسية لإرساء السلام المجتمعي، مشيرًا إلى أن مثل هذه البرامج التدريبية تمثل مساحة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب، وتطوير أدوات التفكير الإيجابي والمبادرة.
واختتمت جلسات اليوم الأول بفتح باب النقاش والمداخلات، حيث أثرى المشاركون موضوع الورشة بأفكارهم ومقترحاتهم البناءة، وتأتي هذه الفعالية ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنفذها اللجنة الوطنية بالتعاون مع منظمة الإيسيسكو، في إطار دعم التعليم والصحة النفسية وبناء قدرات الشباب في الجمهورية اليمنية.
وقد حضر افتتاح الورشة عدد من وكلاء وزارة التربية والتعليم، أبرزهم الدكتور/زيد النقيب وكيل قطاع التدريب بالوزارة، والدكتور/محمد السعدي مدير عام مركز البحوث والتطوير التربوي بالوزارة، والدكتورة/دينا صدقة وكيل قطاع تعليم الفتاة بالوزارة، والأستاذ/ عبدالله السحم ممثلاً لوكيل قطاع التعليم الاستاذ محمد علي لملس.
