في مرحلة مهمة وفاصلة من تاريخ شعب الجنوب بلغت فيها الحرب المفتوحة ضد هذا الشعب ذروتها القصوى على مختلف الصعد والجبهات( السياسية, الدعائية الإعلامية والخدمية والتنموية والاقتصادية والمالية ) وصولًا إلى استهداف لقمة عيش المواطن ومصادر دخله وأمنه المعيشي .. هذه الحرب التي يشنها الخصم الحوثي وحلفاؤه من رموز و تيارات داخل السلطة الشرعية ومنظومتها الفاسدة ، ومن الجماعات القاعدية الداعية الإرهابية ومافيات الجريمة المنظمة .. الذين تجمعهم شراكة في المصالح والمعدات الجنوب في تحالف عملي غير مقدس، مستور حينًا وسافرا أحيانًا أخرى
الحرب غير المعلنة ضد الجنوب باختلاف أساليبها وتتعدد وسائلها الخشنة والناعمة على مدى أكثر من عقد من الزمن، مثلت رد فعل مباشر على الانتصارات العسكرية لشعب الجنوب في تحرير أرضه كما مثلت في الوقت ذاته ردود فعل على ا لنجاحات السياسية والاجتماعية والأمنية والعسكرية التي حققها الشعب الجنوبي تحت قيادة الرئيس عيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
في مرحلة مبكرة من تاريخ المواجهة مع الجماعات الحوثية والمشروع الإيراني بدعم وقيادة التحالف العربي على رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تعرى وبوضوح عجز القوى السياسية والعسكرية الشمالية بتياراتها المختلفة من تحقيق أي مكاسب مادية على الأرض ليس بسبب قلة الدعم أو قلة الإمكانيات ولكن بسبب التآمر والحسابات السياسية المغلوطة والخاطئة عند الشماليين في الشرعية، الذين عملوا وبرؤية منهجية واستراتيجية بعيدة إلى تغيير ليس فقط أجندات وأولويات المواجهة مع الحوثيين وأهداف الحرب برمتها، وتجلى ذلك بعد نجاح الجنوبيين في تحرير أرضهم ، حيث تحولت الأجندات السياسية للشركاء نحو محاولة إعادة سيطرتهم على الجنوب وحكمه وإدارته والاستيلاء على موارده وثرواته.
جاء تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي 2017م وتفويض الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بقيادة النضال التحرري للشعب الجنوبي نحو استكمال كامل أهداف الثورة الجنوبية .. ليشكل حائط الصد القوي والتحول السياسي الاجتماعي الأشد خطرا أمام مشاريع وطموحات الشماليين واستراتيجيتهم في إعادة السيطرة على الجنوب لاسيما بعد نجاح المقاومة الجنوبية في تصفية فلول القاعدة وداعش الأداة الأيديولوجية والذراع المسلح للإخوان المسلمين داخل العاصمة عدن وبقية المحافظات الجنوبية،
لقد مثل المجلس الانتقالي الجنوبي الامتداد المتطور للنضال السلمي والعسكري للشعب وحاضنة سياسية قيادية لمختلف تيارات قوى الثورة الجنوبية، وأداة سياسية لقيادة الشعب نحو تحقيق كامل غايته وتطلعاته المشروعة وشكل في الوقت ذاته السد المنيع أمام الأطماع والأحلام الاستعمارية الشمالية للجنوب بشقيها الحوثية ومن يدعون معارضتهم له داخل الشرعية، الأمر الذي دفع بهذه القوى الاستعمارية (القديمة والجديدة)إلى تصعيد المواجهة المباشرة مع الانتقالي والشعب الجنوبي وكانت بدايتها سلسلة طويلة من الأعمال الإجرامية الإرهابية التي شملت خارطة الوطن الجنوبي واستخلصت من شعبه ثمنًا باهضًا ، وصولًا إلى المعارك العسكرية المفتوحة التي بدأت في غزوة خبير عام 2018م وعمران ، ولا زالت حلقاتها العسكرية متواصلة حتى اللحظة في أكثر من محافظة جنوبية باغلفة وشعارات ومسميات مختلفة البعض منها يرتدي عباءة التمردات القبلية والاجتماعية والبعض الآخر يرتدي عباءة الإرهاب والجريمة المنظمة والبعض الآخر يتقمص الهوية والشعارات المناطقية أو الدينية ، وإغراق المجتمع بالمخدرات.
منذ وقت مبكر أدركت قيادة التحالف العربي حقيقة هذا التحول في أجندات وأولويات الحلفاء الشماليين الذين رفعوا شعار( تحرير عدن من الانتقالي هو الخطوة الأولى في طريق تحرير صنعاء من الحوثيين ) ، هذا التحول في الشعارات والمهام والأهداف لدى الشماليين تزامن مع الانهيار المتسارع لقواتهم في مختلف الجبهات ابتداءً من أرحب وصولًا إلى الجوف و إلى كتاف في محافظة حجة والبيضاء وصعدة والحديدة ، حيث سلمت المواقع بكل ما فيها من أسلحة ومعدات وذخائر ، الأمر الذي مكن الحوثة من تعويض خسائرهم و تعزيز ترسانتها العسكرية واستعادة اثنين أثلاث من الأراضي التي سبق أن فقدها داخل أراضي الجمهورية العربية اليمنية.
الشراكة العرجاء :
جاء اتفاق الرياض بنسختيه الأولى والثانية واستبدال الرئيس عبدربه منصور هادي بأعضاء مجلس القيادة الرئاسية في سياق المحاولات التي بذلتها دول التحالف لتوحيد جبهة الشرعية وتعزيز تحالفاتها السياسية والعسكرية بعد سلسلة حوارات مع المجلس الانتقالي الجنوبي تم خلالها التوقيع على جملة من القرارات والاتفاقيات والأسس والمبادئ والآليات المنظمة لبناء تحالف وطني عريض في مواجهة الحوثي ، وفي الوقت ذاته احتواء الانتقالي ضمن سلطة الشرعية لإدارة المحافظات الجنوبية وتحسين حياة الناس والخدمات والتنمية في هذه المحافظات.
كثيرة هي الجهود والمحاولات التي بذلها الانتقالي للحفاظ على هذا التحالف وللارتقاء بأدائه العملي نحو تحقيق الأهداف التي نشأ من أجلها في تنمية المحافظات الجنوبية وفي مهمة تحرير ما تبقى من أراضٍ تحت سيطرة الحوثيين وقدم في سبيل نجاح هذا المشروع الكثير من التنازلات والتضحيات دون نتائج إيجابية ملموسة على الأرض ، بل على العكس مما كان مرجو ضلت الأمور تسير نحو المزيد من الفشل والفساد ، و بدأ الشعب يضج منها ،، وتحول الانتقالي إلى متهم في نظر العامة من أنصاره ممن كان ولا زال يتهمه بالتفريط بمصالح الشعب وبالقضية الجنوبية .. فيما وجد الطرف الآخر في هذا التحالف وهذه الشراكة والتنفيذ الانتقائي لبعض ما ورد فيها من بنود "حصان طروادة" لتفتيت وحدة الشعب الجنوبي وإذكاء الفتن والصراعات الداخلية وتدمير ما تبقى من عوامل وشروط ومقومات أمن واستقرار ونهوض وتنمية المحافظات الجنوبية وخلق حالة من عدم الثقة والتشكيك والصدام بين الانتقالي وجماهيره، والأخطر من ذلك تعطيل وإرباك عمل منظومة المؤسسات الرسمية في مختلف مجالات الحياة في المحافظات المحررة وإغراقها بالفساد والاقتصاد الطفيلي وتعطيل كل تروس ومحركات وآليات المجلس الانتقالي للإصلاح والتغيير ومكافحة الفساد .. متدثرين بعبائة الشراكة ، ومستندين في ذلك إلى سلطة القيادة العليا المدعومة من بعض الدول الراعية ومؤسساتها من جهة .. ومنظومة الدولة العميقة التي لا زالت متحكمة بإدارات هذه المؤسسات إلى جانب ما يدعوه من مؤسسات سلطوية عميقة كانت بالأمس أداة في احتلال الجنوب وصناعة أزمات وحروب اليمن مثل برلمان البركاني، ومجلس شورى بن دغر ومنظومة الأحزاب الشمالية، والمنظومة الإعلامية الضخمة للمؤسسة الدولية للإخوان المسلمين.
قرارات الرئيس القائد عيدروس الزبيدي
أمام كل هذه التحديات والتآمرات الكبيرة وفي ظل المعاناة الجسيمة التي يعيشها الشعب في المحافظات الجنوبية المحررة وتوقف عمل كل المؤسسات والانهيار الاقتصادي وسيطرة مافيات الفساد والمضاربين بالعملة والمهربين والاقتصاد الطفيلي الذي ولدته الحرب ومافيات الجريمة المنظمة والإرهاب .. لم يكن أمام القائد والمجلس الانتقالي أي خيارات ممكنة للإصلاح عبر قنوات الحوار والتفاهمات التي أثبتت زيفها وفشلها ووثبتت حرصها على استمرار عملية التدهور والدفع بالجنوب نحو الكارثة،
جاءت القرارات الأولى رغم أنها قرارات بسيطة ، بمثابة إعلان عن مقدمة لما سيأتي ما بعدها من قرارات وإجراءات عملية ، سيتم فرضها على الارض انطلاقًا من حقيقة ماثلة أمام الجميع التي مفادها (أن الأرض أرضنا والشعب شعبنا والسيادة سيادتنا والقرار قرارنا ) .. ما من شك أن غالبية شعب الجنوب والقيادة السياسية والرباعية الدولية تدرك أن هذه القرارات كانت بالأمس مقترحات موضوعة أمام رشاد العليمي وتم تعطيلها وعدم تنفيذها واتخذ القائد قرارًا بفرضها انطلاقًا مما تمليه عليه واجباته ومسؤولياته الوطنية بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ورئيس المجلس الانتقالي ومفوض من الشعب الجنوبي .. وبصفته الشريك الرئيسي والأساسي للسلطة الشرعية والعضو الأبرز في مجلس القيادة الرئاسية.
أهمية القرارات أنها جاءت في مرحلة حرجة على صعيد الواقع المعيشي والحياتي و الخدمي الجنوبي .. وعلى صعيد علاقة الشراكة بين المجلس الانتقالي وبقية أطراف الشرعية التي تتسم بالتوتر السياسي وعدم الثقة .. وفي مرحلة لم تتوقعها الأطراف الرباعية الدولية، ولكنها شكلت للجميع بمثابة جرس إنذار وضربة قوية في هيكل الشراكة الهشة بين مختلف تيارات السلطة.
هذه القرارات استقبلها الرأي العام الداخلي بتفاعل وردود أفعال غير مسبوقة .. الشارع الجنوبي بكل أطيافه بما فيها تلك المختلفة مع الانتقالي تفاعلت معها إيجابيا ، واستقبالها بترحاب ودعم كبيرين ووجد فيها المواطن الخطوة الأولى السليمة والقوية في بداية طريق طويل ينبغي أن يمضي فيه الانتقالي من الآن وصاعدًا.. الطرف الآخر أحدثت هذه القرارات صدمة في أوساط الشرعية ومكوناتها العتيقة القديمة وأحزابها السياسية التي فتحت كل أبواقها الإعلامية في نقد ومعارضة هذه القرارات محاولة البحث عن مبررات إبطالها كوصفها بتجاوز الصلاحيات، وغير الشرعية، وغير الدستورية ووو إلخ. لقد نظم الإعلام التابع للشرعية وحلفائها المعادين للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي وبعض المنابر الإعلامية الأجنبية الموالية للشرعية أو للحوثيين حملة سياسية دعائية تحريضية، ضد الرئيس القائد عيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي في محاولة يائسة لتشكيل موقف ورأي عام داخلي وخارجي ضد المجلس الانتقالي، وفي الوقت ذاته محاولة كسب مواقف مؤيدة وداعمة لهم من قبل الرباعية الدولية وتحريضها بمعاقبة الرئيس عيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
الحملة الإعلامية المنظمة والإعلام الشعبي الذي أعقب صدور هذه القرارات كشف عن حالة من الفرز العميق بين المؤيدين والمعارضين لهذه القرارات وأظهرت للرأي العام الدولي وللنخب السياسية المختصة باليمن داخل الرباعية أو خارجها أن المحددات والمعايير والأسباب الجوهرية لهذا الفرز قائمة بدرجة رئيسية على أساس من الاختلاف والتصادم في المشاريع بين قيادة وشعب يدافع عن حقوقه ويسعى إلى استعادة دولته ووطنه من جهة، ورموز وتيارات وأشخاص وأحزاب سلطوية، تجاهلت أو تناست واجباتها في استعادة وطنها المحتل وسلطتها المغتصبة وتستميت بالدفاع عن استمرار الوضع الراهن بما يحققه لهم من نفوذ ومصالح وثروات وفساد .. وترى في الجنوب وشعب الجنوب مجرد إقطاعية خاصة بهم يجب منعهم من تحقيق استقلالهم،
هذا الفرز الواضح يترتب عنه تراكم ثقافي ووعي اجتماعي سياسي تصادمي بين مشروعين متناقضين متصادمين على الساحة الجنوبية ( شمالي وجنوبي ) ومن المحتم سيترتب عليه ليس فقط إعادة النظر في مفاهيم ووعي الأطراف الرباعية والرأي العام الدولي المهتم باليمن، حول الإشكاليات والأسباب الجوهرية في التعاطي السليم مع الأزمات والصراعات المزمنة في هذه البلد لأكثر من أربعة عقود وإعادة النظر في مفاهيم ومحددات العملية السياسية والحلول المرجوة للأزمة اليمنية التي لا يمكن أن تنجح اذا استمرت بعيدة الملامسة الحقيقية للجذر الرئيسي لهذه الأزمة وما تناسل عنها من جذور أزمات فرعية ، باعتبارها صراع حقيقي بين طرف يسعى للاحتلال والسيطرة والهيمنة واستعباد شعب بكل الأسلحة والوسائل المتاحة لديه .. وطرف آخر يناضل ويقاتل من أجل حريته واستقلاله وسيادته وحقه في الحياة الكريمة على أرضه.
أهمية وأثر قرارات الرئيس الزبيدي وما ترتب عنها من ردود أفعال ووعي، تتجاوز مهمة تحريك المياه الراكدة والآسنة داخل منظومة الحكم والفساد بل تتعداها نحو مضامين اتفاقيات الشراكة بين المجلس الانتقالي والأطراف الأخرى في الشرعية ووضعت اتفاقيات الرياض وغيرها من الاتفاقيات المنظمة لهذه الشراكة على المحك .. الكثير من المراقبين والباحثين والمتخصصين السياسيين بالشأن اليمني وجدوا في قرارات الرئيس الزبيدي التحذير المبطن بعدم الالتزام بأي شراكة لا تحقق للشعب الجنوبي ما يستحقه من حياة كريمة وخدمات وأمن.
ندرك نحن الجنوبيين جيدًا أن الصخب الإعلامي المعادي والمعارض هو أقصى ما يمكن أن تقدم عليه سلطة الشرعية وحلفائها فهي لا تمتلك من الأوراق والمشاريع والآراء ولا حتى النوايا الحقيقية في استكمال مهام وأهداف عاصفة الحزم، ولكنها تسعى في الوقت ذاته إلى تشكيل موقف داعم لها ولمصالحها الذاتية من قبل التحالف العربي وكبح اندفاعات وتطلعات المجلس الانتقالي في التغيير اوخلق معطيات جديدة لمرحلة جديدة، هم يسعون بالحفاظ على المنظومة السائدة في العمل والشراكة وإبقاء الوضع في حالة من السيولة والتوتر الدائم وخلق المزيد من الأزمات للشعب الجنوبي، وعلى النقيض من ذلك يسعى المجلس الانتقالي إلى إعادة ضبط بوصلة التوجه نحو المسار الصحيح وهو الخيار الممكن والمتاح ، ومن دون إحداث التغيير المطلوب الذي ينشده الانتقالي في منظومة السلطة والعلاقة والشراكة سيصبح الانقسام داخل هذه المنظومة أشد وأخطر إلى درجة التي تنذر باضمحلالها ونهايتها.
نحن ندرك مواقف وحسابات أشقائنا في التحالف ونقدر حرصهم في الحفاظ على الجبهة الموحدة ضد الحوثيين وقد أعلن المجلس الانتقالي منذ وقت مبكر تقديره وتأييده ودعمه لمساعي الأشقاء في دول التحالف العربي لكنه يرفض أن يستغل الآخر مواقف الأشقاء وجعلها جسر عبور لتحقيق أحلامهم في تدمير وتفتيت الجنوب وتجويع وإهانة شعبه بهدف تطويعه وإعادته إلى بيت الطاعة وإحراق كل الإنجازات والانتصارات التي حققها على أرضه بتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء وسنوات طويلة من المعاناة والنضال الذي خاضه شعب الجنوب.
لا زال الوقت متاحًا للحوار وتفاهمات مرحلية إيجابية وبناءة ومعالجات مباشرة وناجعة للأوضاع المتردية وللأزمات المفتعلة بالجنوب ووضع إطار جديد وواقعي وعملي في الشراكة وضمانات استمرارها .. ولا مجال في الوقت ذاته لاستمرار الشراكة وتوظيفها الخاطئ بعرقلة الإصلاحات والتغيير ومكافحة الفساد وخنق الجنوب وتفتيته .. أن إعادة إنتاج واستمرار النهج السابق قبل أصدار قرارات الرئيس عيدروس الزبيدي أصبح مستحيلًا .. واي محاولة من هذا القبيل قد يفرض على القائد والمجلس الانتقالي إعادة صناعة وفرض واقع جديد يتمكن من خلاله الشعب الجنوبي من إدارة شؤونه بعيدًا عن الحكومة الشرعية وتدخلاتها.
في الختام يمكن القول إن قرارات الرئيس الزبيدي والمؤشرات السياسية التي أطلقها قد كشفت حقيقة هذه الشراكة واستثمارها البراغماتي الشمالي للجنوب وشعب الجنوب .. كما كشفت عن ضعف هذه الشراكة وهشاشتها وأنها لم تكن أكثر من مجرد بيت عنكبوت في مهب الريح، وعلى الإخوة الشماليين في السلطة أن يدركوا بأن الشعب الجنوبي المتضرر من هذه الشراكة لن يعد مهتمًا بها ولن يعد قادرًا على تحمل أوزارها ونتائجها الكارثية عليه، أكثر مما عانى وتحمل حتى الآن، السبل قادم لا محالة ووالشعب يعرف طريقه ومسالكه الحقيقية نحو المستقبل .. الشعب الذي قاتل وقدم التضحيات من أجل تحرير أرضه واستعادة سيادته بقوة السلاح لا يمكن أن يقبل بإعادة استعماره بوسائل السياسة وعباءة الشراكة،والانتصارات العسكرية التي تصنعها دماء تضحيات الأبطال لا قيمة ولا أهمية لها إذا لم تتحول إلى مكاسب وطنية وسياسية على الأرض، وهذا هو خيارنا نحن الجنوبيين.