بصفتي مراقبًا وناشطًا حقوقيًا، ومحلل للظواهر الاجتماعية والإنسانية، لا يسعني إلا أن أعبر عن بالغ الأسى لما أصاب أهالي الحسوة من كارثة جرفت منازلهم وأودت بممتلكاتهم.
إن هذه الأحداث تؤكد هشاشة البنية التحتية وضعف آليات الوقاية من الكوارث الطبيعية، إضافة إلى تفاقم معاناة المجتمعات المحلية بسبب غياب الرقابة الفاعلة على عمليات الإغاثة.
من المؤسف أن بعض الجهات أو الأفراد عديمي الضمير يستغلون هذه المصائب لتحقيق مكاسب شخصية، ما يزيد الطين بلة على الأسر المتضررة التي تحتاج إلى كل دعم ممكن للوصول إلى مستوى الحد الأدنى من الكفاية المعيشية.
هذه الظاهرة لا تمثل مجرد إخفاق إداري، بل تعكس أزمة أخلاقية واجتماعية تتطلب تدخلاً عاجلاً من المنظمات الوطنية والدولية، بالإضافة إلى وعي المجتمع المحلي لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين.
وبناء على ذلك، فإنني أحث المنظمات الخيرية وفاعلي الخير على تحري المستفيدين بدقة، وضمان توزيع المساعدات بشكل شفاف وعادل، بعيدًا عن أي وساطة أو استغلال محتمل.
كما أدعو أهالي الحسوة إلى توثيق المعاناة وتقديم بلاغات رسمية في حال وجود أي محاولات لاستغلال مصائبهم، لضمان محاسبة كل من تسول له نفسه انتهاز الظروف الصعبة لتحقيق مصالحه الشخصية.
خاتمة:
إن ما حدث في الحسوة ليس مجرد كارثة طبيعية، بل اختبار حقيقي لضمير المجتمع والمؤسسات.
اليوم، مسؤوليتنا جميعًا حماية حقوق المتضررين، وكشف كل محاولات الاستغلال، وضمان وصول الدعم لمن يستحقه حقًا.
يجب أن تتحول هذه المعاناة إلى قوة تحرك شعبية، ودرس صارم لكل من تسول له نفسه انتهاز الظروف لتحقيق مكاسب شخصية.
أهالي الحسوة، صمودكم ووعيكم هو الدرع أمام الفساد، وصوتكم هو البداية الحقيقية للمحاسبة واستعادة الحقوق... لن يمر الظلم دون رد.
- نائب رئيس تحرير صحيفة عدن الأمل، ونائب رئيس تحرير صحيفة عرب تايم، ومحرر في عدة مواقع إخبارية.