سلط موقع أمريكي الضوء على أزمة انقطاع الإنترنت في اليمن جراء انقطاع كابل بحري في قناة السويس، لافتا إلى أن "هشاشة البنية التحتية العالمية للإنترنت تركت منطقة البحر الأحمر بأكملها تكافح من أجل الاتصال".
وتوقع موقع «WIRED» الأمريكي -في تقرير له ترجمة "يمن شباب نت"- أن تستمر الأزمة أيام إضافية بسبب صعوبة إصلاح الكابل البحري وقال: " حتى في ظل الظروف المثالية، قد يستغرق الأمر أسابيع لإصلاح الكابل المقطوع".
وأضاف: "سيتوجب على مزودي الخدمة إرسال سفينة مجهزة بشكل خاص إلى المنطقة المتأثرة، وتشغيل خطاف خاص على طول قاع البحر، وسحب الكابل في المكان الصحيح وإجراء الإصلاح قبل رمي الكابل مرة أخرى في الأعماق".
وقال التقرير "أن إصلاح الخلل، لن يكون بهذه البساطة. حيث يوجد في اليمن ثلاث كابلات غواصة - اتصال فالكون في الشرق، واتصال فالكون آخر في الغرب، وكابل ثالث في مدينة عدن الساحلية، الذي يتصل بكابلين آخرين كلياً".
نص التقرير..
في الأسبوع الماضي، غرق اليمن في ظلام من انقطاع الإنترنت مع مواطنيه البالغ عددهم 28 مليون نسمة. حيث لا تزال الشبكة لم تعد بالكامل لغاية اليوم. في الواقع، تعاني منطقة البحر الأحمر بأكملها نفس الحالة حيث تدرجت بين بطء في الاتصال إلى انعدام تام منذ قطع كابل بحري يوم الخميس الماضي.
من الشائع أن تفكر في الإنترنت كسحابة، لكنها بالفعل تحت سطح البحر. حيث شبكة من الكابلات الضخمة تتقاطع في جميع أنحاء العالم، وتزرع الاتصال مع كل قارة وإلى كل بلد.
تعاني الكابلات بشكل طبيعي من فترات انقطاع متكررة نظرًا لهذه الظروف القاسية، ولكن عادةً ما تخدم الكابلات المتعددة كل منطقة حيث تحدث حالات تكرار وحالات طارئة عند تعطل أحد الخطوط. وكما تؤكد مشكلات الاتصـال المستمرة في اليمن، فإن خيارات عودتها لبعض المناطق تكون أكثر هشـاشة.
فقد شعرت كل من الكويت والمملكة العربية السعودية والسودان وإثيوبيا بتأثيرات كبيرة بسبب انقطاع ما يسمى بكابل "فالكون" الأسبوع الماضي، والذي أثر حتى على بلدان بعيدة مثل جزر القمر وتنزانيا. ولم يكن معظمها غير مرتبطة تماماً في وضع عدم الاتصال، لأنها كانت قادرة على إعادته باستخدام خطوط الاتصال الأخرى.
في اليمن، وعلى الرغم من أن قطع كابل واحد أدى إلى انخفاض بنسبة 80 في المئة في سعات الانترنت. وعلى الرغم من أن البلاد لا تزال لديها الـ 20 في المائة الأخيرة، إلا أن محاولة توجيه مصدر رئيسي لحركة مرور الويب عبر بديل هش أدى إلى فشل شبه تام في الاتصال.
ووفقاً لـدوغ مادور، مدير تحليل الإنترنت لدى شركة «Oracle Internet Intelligence» "فقد ابتليت هذه المنطقة بالكابلات في الماضي كما كان هناك عدد من مشاريع الكابلات البحرية الجديدة لمحاولة إضافة بعض البدائل والمرونة، وأعتقد أن هذا الأمر قد تحسن كثيرًا على مر السنين".
وأضاف بالقول "لكن أماكن مثل اليمن لا تملك الكثير من البدائل، لأن لديها بنية تحتية متخلفة. لذلك أمامنا مثل هذه الحالـة، وعلى الرغم من وجود المزيد من الكابلات في المنطقة، الإ أنـه ما يزال من الممكن إخراج البلد من جراء فقدان كابل واحد".
في حين أن قطع الإنترنت قد استُخدم في مناطق مثل إيران وكشمير كوسيلة سياسية، إلا أنه ليس هناك ما يشير إلى أن الانخفاض الذي تعانيه اليمن من ذلك النوع؛ حيث من المرجح أن مرساة سفينة قطعته عن غير قصد.
وقال التقرير "أن إصلاح الخلل، لن يكون بهذه البساطة. حيث يوجد في اليمن ثلاث كابلات غواصة - اتصال فالكون في الشرق، واتصال فالكون آخر في الغرب، وكابل ثالث في مدينة عدن الساحلية، الذي يتصل بكابلين آخرين كلياً".
وبسبب الحرب الأهلية المستمرة، عدن هي العاصمة المؤقتة لليمن، التي تسيطر عليها حكومة هادي. الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون تقسم البلاد جغرافيا.
ويوم السبت الماضي، تمكن أحد مزودي خدمة الإنترنت الرئيسيين في اليمن - يمن نت - من استعادة بعض الاتصال من خلال العمل مع مزود خدمة الإنترنت الرئيسي في عمان (عمانتل)، لتلقي الخدمة من كابل مختلف تحت البحر.
ولم يتم إصلاح كابل" فالكون" بعد، وما زالت بلدان مثل المملكة العربية السعودية والكويت، إلى جانب اليمن، تعيش الآثار المستمرة للانقطاع. وإذا لم يكن لدى مزودي الخدمة وسيلة احتياطية للاتصال، أو اضطروا إلى إعادة إنشاء الخدمة من خلال عملية إعادة التوجيه التلقائية، فقد تستغرق استعادة الاتصال أياماً.
وحتى في ظل الظروف المثالية، قد يستغرق الأمر أسابيع لإصلاح الكابل المقطوع. سيتوجب على مزودي الخدمة إرسال سفينة مجهزة بشكل خاص إلى المنطقة المتأثرة، وتشغيل خطاف خاص على طول قاع البحر، وسحب الكابل في المكان الصحيح وإجراء الإصلاح قبل رمي الكابل مرة أخرى في الأعماق.
ويقول الخبير مادوري "تبدو العملية برمتها كما كانت في الستينيات من القرن الماضي عندما بدأنا أولاً في وضع كابل بحري".
وأضاف "المنطقة المحيطة بقناة السويس والبحر الأحمر ضحلة للغاية، وهو أمر سيء للغاية لأنه من المحتمل جدًا أن تقوم المراسي بقطع كابل، ولكنه جيد أيضاً، لأنه سيكون من السهل إصلاحه عندما يكون الخلل في المياه الضحلة وليس في العمق".
إن الوضع الحالي في منطقة البحر الأحمر يحتوي مجموعة كبيرة من الانقطاعات الأخرى والإخفاقات الناجمة عن الكابلات البحرية التالفة. وفي عام 2008، أدى انقطاعين متزامنين في كابلين يربطان الشرق الأوسط وأوروبا وأجزاء من آسيا إلى انقطاع الانترنت في 14 دولة.
وفقدت زمبابوي الوصول إلى الإنترنت لمدة خمس ساعات في عام 2017 عندما دمر جرار (شيول أو حراثة) لأحد المزارعين في جنوب إفريقيا كابلًا. وتسبب كابلان مقطوعان في الولايات المتحدة في انقطاع الخدمة على نطاق واسع من البحر وحتى البحر الساطع في عام 2018.
ويقول رولاند دوبينز، -المهندس الرئيسي في شركة «Netscout» لأمن الشبكات- "يحدث هذا النوع من المشاكل مع بعض التكرار، والانحراف فيه هو أنه كلما زاد عدد الكابلات التي نضيفها، كلما تعطلت الكابلات أو تقطعت".
وأضاف "يعد تنوع الكابلات أكثر وأفضل، ولكن ما تزال هناك قيود مثل التضاريس الأرضية والتضاريس تحت البحر وحتى أشياء أخرى مثل طرق الملاحة. كل هذه العوامل تدخل في الاعتبار".
يتزايد تهديد الوصول إلى الإنترنت في جميع أنحاء العالم من انقطاع الاتصال الناجم عن أوامر الحكومات، لكن تهديد الاتصال الناتج عن مزيد من فشل البنية التحتية الطبيعية يلوح في الأفق أيضًا. آخر ما يحتاج إليه المستخدمون في منطقة التي ضربت بانقطاع الإنترنت الذي تفرضه الحكومة، هو انقطاع الانترنت جراء مرساة تائهة.