إن الكثير من الناس ومن مختلف مواقع أعمالهم وتخصصاتهم ومهنهم ووظائفهم ، يتجهون بأنفسهم نحو ترسيخ الباطل على حساب الحق ، كل المنافع والفوائد والمبالغ والمناصب التي يتم الحصول عليها من السير بغير طريق الحق دائما ماترتد على أصحابها ولو بعد حين ، والشواهد كثيرة .
ترويض الاتجاه بالنفس في كل صغيرة وكبيرة نحو تثبيت وتمكين وإظهار الحق وإعادته لأصحابه كنز ثمين ، يولد الشعور بالشرف والعزة والرضى والقناعة والفوز بالآخرة .
كم من معاند جعل نفسه تعيش الكبر بسبب تمسكه بالباطل وعدم اعترافه بالحق حتى هلك ، وكم من اتجاهات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وعسكرية وإدارية وقضائية وإعلامية خاطئة أسقطت حقوق وثروات شعوب ودول ، ثم تم أعادتها أيضا باتجاهات صحيحة وصادقة بنفس تلك الأساليب .
مهما اعتقد الشخص أنه شاطر وذكي بلحن القول في جعل الحق يبدو باطلا والباطل يبدو حقا ، فإنه لم يكن سوى متجاوز للقيم والمبادئ والمواثيق والاتفاقيات والضوابط والثوابت وتعاليم الدين الإسلامي الحقة .
على المستوى الشخصي ، لاتجعل الفجور في الخصومة تسابقك في تكبرك واحتقارك وهجرك من يأتيك يطالب بحقه منك ، أكان بأرض أو بأي شيء آخر من الممتلكات الآخرى ، لأنه وبمطالبته حقه منك يجعلك أمام أحد أمرين ، إما إنقاذك من الوقوع في ظلم عظيم أو تاكيد ملكية حقك .