عدن، هذه المدينة التي كانت ولا تزال أيقونة الجنوب وعاصمته النابضة، تجمع بين عبق التاريخ وروعة الطبيعة. شواطئها الذهبية، وميناؤها العريق، وأسواقها الشعبية التي تحمل بين أزقتها حكايات أجيال، كلها تشكل لوحة فريدة لا يمكن أن يخطئها الزائر أو ابنها العائد.
لكن هذه المدينة، التي كانت يوماً ما منارة للتجارة والثقافة والأمن، مرت بسنوات عصيبة تركت آثارها على ملامحها، وأثقلت كاهل أهلها الذين ما زالوا يتطلعون إلى عودة مجدها القديم. ورغم التحديات، يظل أبناء عدن متمسكين بالأمل، مؤمنين أن مدينتهم تستحق حياة آمنة وازدهاراً يليق بتاريخها ومكانتها.
اليوم، تتعالى الأصوات المطالبة برؤية عدن وهي تستعيد دورها كعاصمة حضارية وسياسية واقتصادية للجنوب. ويقف في مقدمة هذا المشهد رجال أوفياء ومخلصون، نذروا أنفسهم للعمل بصمت وإخلاص من أجل خدمة الوطن وأهله. هؤلاء الذين يدركون أن نهضة عدن ليست حلماً بعيد المنال، بل هدف يمكن تحقيقه بالإرادة والعمل الجماعي.
القيادة السياسية الجنوبية، وهي تتحمل مسؤولية هذه المرحلة، مطالبة بتوحيد الجهود ورص الصفوف لضمان استقرار المدينة وتطوير بنيتها التحتية، بما ينعكس على حياة الناس اليومية. فالأمن هو الأساس، والتنمية هي الضمان، والعدالة هي الطريق.
إن عدن لا تحتاج سوى أن تتضافر الإرادة السياسية مع عزيمة أبنائها، حتى تعود لتكون كما عرفها التاريخ: مدينة مزدهرة، حرة، تنبض بالحياة، وتحتضن الجميع. وفي قلب كل عدني، دعاء صادق أن يحفظ الله هذه الأرض وأهلها، وأن يمنحهم قيادة قادرة على تحقيق طموحاتهم وصون كرامتهم.
عدن، مدينة الكرامة والتاريخ والجمال، تستحق أن تعود إلى مكانتها المشرقة، وسيظل أبناؤها حراساً لها حتى يتحقق ذلك اليوم.
.....
الشيخ سليمان عبدالله العجيلي السقطري