يعد الإرهاب آفة عالمية تهدد الأمن والسلم المجتمعيين وتتطلب جهودا حثيثة ومتواصلة لمكافحتها، وفي هذا السياق يبرز الدور المحوري الذي يلعبه المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة في محاربة التنظيمات الإرهابية وكشف خلاياها النائمة في محافظات الجنوب، فمنذ نشأته وضع المجلس الانتقالي على رأس أولوياته تأمين الجنوب وتطهيره من العناصر الإرهابية التي تسعى لزعزعة استقراره ونشر الفوضى.
ولقد أثبتت القوات الجنوبية كفاءة عالية في التصدي للعمليات الإرهابية ونجحت في تفكيك العديد من الخلايا التي كانت تخطط لهجمات تستهدف المدنيين والقوات الأمنية، وتعتمد هذه القوات على استراتيجيات أمنية محكمة تتضمن جمع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة والمداهمات الاستباقية وتجفيف منابع تمويل الإرهاب، ومع كل نجاح تحققه هذه القوات في كشف خلية إرهابية يلاحظ المراقبون سرعة تحرك المليشيات الإخوانية في الدفاع عن هذه الخلايا أو التشكيك في جهود مكافحة الإرهاب، وهو ما يؤكد العلاقة الوثيقة التي تربط هذه المليشيات بالتنظيمات الإرهابية، وكونها حاضنة لها ومصدر دعم لوجستي وإعلامي، ولطالما حذر المجلس الانتقالي الجنوبي من شخصيات كانت المليشيات الإخوانية تصنع منها أبطالا عبر إعلامها مستخدمة إياهم كأدوات لضرب الجنوب، في صورة واضحة من صور التواطؤ السياسي مع الإرهاب.
وتعد قضية أمجد خالد مثالا صارخا على هذا التواطؤ، فطوال سنوات ظل المجلس الانتقالي الجنوبي يحذر من خطورة هذه الشخصية ودورها في دعم الإرهاب، وفي المقابل عملت المليشيات الإخوانية على تلميع صورته وجعله بطلا، بل وسيفا مسلطا على الجنوب غير عابئة بالتحذيرات المتكررة والقرائن الدامغة، ولم تتنصل هذه الجماعات من أمجد خالد وتحمله المسؤولية وتجعله كبش فداء إلا بعد أن شعرت باكتشاف أمره وتراكم الأدلة ضده في محاولة يائسة لتنظيف سجلها وتبرير مواقفها السابقة. هذا النمط المتكرر من الدفاع عن المتورطين في الإرهاب ثم التنصل منهم عند انكشاف أمرهم يؤكد وجود أجندات خفية لهذه المليشيات تتجاوز مجرد الدعم الإعلامي لتصل إلى حد الاحتضان والتغطية على الأنشطة الإرهابية.
واخيرا نقولها بكل شجاعة يظل المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة صمام الأمان في الجنوب في وجه الإرهاب رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها هذه القوات التي من أبرزها الدعم غير المعلن الذي تتلقاه الخلايا الإرهابية من بعض الأطراف السياسية، الا انها تواصل عزمها على دحر الإرهاب وتجفيف منابعه.
إن استقرار الجنوب وأمنه يرتبطان ارتباطا وثيقا باستمرار هذه الجهود ويتطلبان دعما إقليميا ودوليا لمواجهة الشبكات الإرهابية وتلك القوى التي توفر لها الغطاء والحماية.