اسدل الستار عن عام 2020 وتعالت الاحتفالات في شتى بقاع الارض املا في بداية عام جديد افضل مما سبق وتوديعا لعام بكل ما مر فيه من افراح واتراح، وفي اليمن لاجديد يذكر تتوالى الاعوام محملة بالالام والمآسي وتتفاقم فيه المشكلات اكثر مما سبق.
لم تكن نهاية العام السابق ملئية بالافراح للمئات من الاسر اليمنية والتي اضاف لها انتشار فيروس "H1N1" المعروف بانفلونزا الخنازير عبئ اخر اثقل كاهل المواطنين في محافظات عدة في اليمن، وفور بدئ العام الجديد تفاقم الوضع سوءا وبالاخص في محافظة صنعاء الواقعه تحت سيطرة جماعة الحوثي.
وفي الاسبوع الاول من العام الحالي سجلت العديد من حالات الوفيات في صنعاء واحد الذين توفوا في احد مستشفيات صنعاء يبلغ من العمر 20 عاما فقط كانت قد ظهرت عليه اعراض اللتهابات الصدر الوخيمة. في الايام الاخيرة من العام الماضي ولكنه للاسف تحامل على نفسه حتى قرر الذهاب متاخرا الى المستشفى وقد دخل بقصور تنفسي وخيم كما وصف الاطباء المشرفون على حالته فلم يستجب للعلاج في هذه المرحلة المتأخرة وفارق الحياة مع اول يوم من العام الحالي.
الامر ذاته تكرر مع مريض اخر يبلغ من العمر 35 عاما والذي توفى ايضا بنفس الوباء حيث توجه الى المستشفى بعد اسبوع كامل من ظهور الاعراض عليه فلم تفده اي معالجة وفارق الحياة !
الشاهد في الامر ان الشخصين اعمارهما 20 و 35 عاما وليسا مصابان بأي امراض سابقة مزمنة ومع ذلك استطاع الفيروس ان يبطش بهما والسبب هو التأخير في الذهاب الى المستشفى خلال اول 48 ساعة من بدء الاعراض. الامر الذي يدل على العمر الصغير والصحة الجيدة لا تقف حاجزا ضد بطش الفيروس وعلى العكس فان اكثر المتوفين تاثرا بهذا الفيروس في الاونة الاخيرة هم من الشباب. وهو ما يستلزم التوعية بهذا المرض والوقوف على جوانبه عوض الانكار ومعالجته للحد من تفشيه وانتقاله الى محافظات اخرى في اليمن
- ناقوس الخطر يدق باب محافظات عدة.
دق ناقوس الخطر باب محافظات عدة سجلت فيها المئات من الحالات المصابة بهذا الفايروس .
واكدت مصادر بوزارة الصحة في اليمن وفاة ثلاثة أشخاص أصيبوا بمرض انفلونزا الخنازير خلال الاسابيع الماضية، فيما لا تزال تسع حالات تتلقى العلاج في مستشفيات بصنعاء وعدد من مدن اليمن وهو ما اكدته بي بي سي البريطانية التي ذكرت أن الأطباء اليمنيين يوجهون انتقادات حادة لوزارة الصحة بسبب ما وصفوه بعجزها عن توفير الأدوية اللازمة لمرضى انفلونزا الخنازير في كثير من المستشفيات الحكومية بمحافظات البلاد.
واكد مصدر طبي تزايد حالات الإصابة بمرض انفلونزا الخنازير خلال فصل الشتاء في اليمن في ظل عدم توفير المستشفيات الحكومية الأدوية للمصابين بهذا المرض وغياب التوعية بمخاطر المرض وطرق الوقاية منها وهو ما فاقم من انتشاره بشكل واسع.
وقد أعلنت الإدارة العامة لمكافحة الأمراض والترصّد الوبائي في صنعاء تسجيل 39 حالة وفاة وعشرات حالات الاشتباه بالإصابة بفيروس «إنفلونزا الخنازير» حتى الأحد الماضي.
كما أعلنت عن 19 حالة وفاة بمضاعفات الالتهاب الرئوي الحادّ مع اشتباه بوجوده منذ مطلع الأسبوع الجاري، فضلاً عن عدد من الحالات المصابة بالوباء أو حالات وفاة لم تُرصَد لعدم تمكّن المصابين من الوصول إلى المستشفيات.
-حتى القائمون على علاج المرض لايسلمون من الاصابة!
وتحدث استشاري الطب الحرج والعناية المركزة في صنعاء "وهاج المقطري" عن اصابته بالمرض جراء عمله في علاج الحالات الاحتكاك المستمر مع تلك الحالات لتأدية واجبه المهني والانساني، ورغم حرصه على اساليب الوقاية الا انه لا يمكن ان تكون هناك وقاية 100٪ طالما يتواجد احتكاك بشكل مستمر مع تلك الحالات المصابة بالمرض.
وكشف المقطري عن سرعة تداركه الامر في الساعات الاولى من الاصابة عبر عقار التاميفلو وبقية البروتوكول العلاجي وهو ما ساهم في تعافيه رغم التزامة الفراش لاسبوع كامل.
واكد المقطري تماثل العديد من الحالات للشفاء ونجاح الجهود الطبية البسيطة في انقاد العشرات من المرضى من الموت رغم افلات بعض المرضى وعدم نجاتهم بسبب تاخر وصولهم للاطباء.
واشار المقطري ان المصابون بالربو وانسدادات الرئة المزمنة وقصور عضلة القلب هم من اكثر الناس عرضة لمضاعفات المرض.
محذرا كل من هو مصاب بتلك الامراض التوجه فورا الى المستشفى عند بدء ظهور اعراض الانفلونزا عليه دون اي تأخير.
واكد المقطري تواجد اصابات مشتبهة بانفلونزا H1N1 بدأت في الظهور في محافظة إب، وسجلت بعض الوفيات!
محذرا بدوره مكتب الصحة في محافظة اب المعني بالامر بوجوب تنبيه الاطباء هناك كي يشتبهوا بهذا المرض ويدخلوه ضمن تشخيصاتهم التفريقية لالتهابات الصدر بل ويعتبروه اول تشخيص تفريقي لالتهاب الصدر الذي يعقب اعراض الانفلونزا !.
-مخاوف من انتقال المرض الى عدن!
ولا يقتصر الامر على المحافظات الشمالية حيث يحذر مراقبون من انتقال المرض الى المحافظات الجنوبية وتحديدا عدن التي يكثر توافد المواطنين اليها وهو ما قد يساهم في نقل العدوى خاصة في
الارتفاع المهول لاعداد المصابين، واتساع نطاق الاصابة في مناطق اخرى خارج صنعاء التي
لم تقوم بمواجه المرض وحصره من خلال تجهيز غرف عزل خاصة بالمصابين. ورفض عدد من المستشفيات استقبال الحالات المصابة بدعوى محدودية الخدمات وتراجع الطاقات الاستيعابية
ما قد يساهم في ارتفاع حالات الاصابة في المرض بالايام القادمة
ماهي انفلونزا "H1N1" وكيف تتجنب العدوى؟
انفلونزا H1N1 المعروفة قديما انفلونزا الخنازير هو مرض فيروسي معدي يصيب الجهاز التنفسي ويشبه أعراض الانفلونزا الموسمية.
تنتقل العدوى للمصاب فور التعرض للرذاذ المتطاير أثناء العطاس أو السعال من الشخص المصاب، او ملامسة الأيدي أو المسطحات الملوثة بالفيروس وتبدا اعراضه بارتفاع الحرارة ، السعال، سيلان الأنف، الصداع، ألم العضلات، وكذلك صعوبة في التنفس.
للوقاية منه ينصح الاطباء استخدام قناع الأنف والفم، وتجنب الأماكن المزدحمة، وغسل الأيدي بشكل متكرر، أخذ لقاح الانفلونزا الموسمي، وبالنسبة للاشخاص المصابين ينصح بالبقاء في البيوت لاخد الراحه والعلاج .
ووفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن "H1N1" فيروس لا يملك معظم الناس مناعة لمقاومته، أو أنّهم يملكون نسبة قليلة منها.
ويوصي الاطباء المرضى في حاله تعرضهم لاعراض الانفلونزا عدم الهلع والتاكد من الاعراض وبالاخص حين يحدث زكام في الانف مع ارتفاع واضح في درجة الحرارة مع قشعريرة مع الام شديدة في العضلات والجسد مع اعياء شديد وفتور وقد يرافق ذلك سعال جاف وصداع واسهال او تقيؤ وقد لايرافقه وفور حدوث ذلك يجب التحرك فورا دون خوف او قلق لاقرب مستشفى والطبيب سيشخص حالتك ويتواصل مع فريق الاستجابة السريعة وسيتم اعطاءك العقار المناسب وسيتماثل المريض دون مضاعفات او خوف.
ويحذر الاطباء من تكاسل المرضى حين ظهور الاعراض لتدارك المرض قبل بلوغه المرحلة الثانية التي يشعر المصاب فيتا بكتمة في الصدر وتسارع في التنفس وقد يحصل تدهور في درجة الوعي او الادراك ثم يدخل بالمضاعفات التنفسية الخبيثة كالقصور الشديد في التنفس ثم المضاعفات العامة الخطيرة والقاتلة كالانتان الدموي وفشل متعدد للاعضاء مؤكدين ان النقطة الفاصلة في كل ذلك هي التوجه الى المستشفى خلال اول 48 ساعة من بدء تلك الاعراض المذكورة آنفا دون أي تأخير لان عقار العلاج يعطي افضل النتائج كلما تم اخذه باكرا.