بعيدا عن الأدلة النقلية الصحيحة والتي لم تُثبت صحة يوم الولاية وأنه يوم خُص فيه الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالأحقية بالحكم ووراثة رسول الله بالأمر من بعده .
بعيدا عن التزوير الظاهر للأعمى قبل البصير بكمية الدجل والزور والبهتان من قبل الشيعة بكل طوائفها وتقويلهم لرسول الله مالم يقله واجتهاداتهم الباطلة وقياساتهم الفاسدة وتأويلاتهم المنحرفة بأن فعل النبي او قوله كان يقصد به جعل أمر الأمة في علي وذريته.
بعيدا عن النقولات والأدلة النقلية والتي تبطل كل مزاعم وافتراءات أصحاب الولاية حريٌ بنا أن نقف مع العقل قليلا في القضية برمتها والأمر بأكمله ومُهمة رسول الله والذين معه ومن جاؤا من بعدهم ولنستعرض بعض تلك الأمور من مراصد الحقيقة لكشف زيف الباطل والدجل الإمامي في صورته الحوثية الخبيثة :
مبعثه صلى الله عليه وسلم في زمن كانت القبيلة العربية والسلالة الفارسية والرومية تتوارث الحكم وبسبب التوارث حضرت الحروب وهيمن الإقصاء وبرز التمييز والفرز العنصري والسلالي والتفاخر بالأنساب فَـ سَيدُ القبيلة وكسرى فارس وقيصر الروم لاينازعهم أحدٌ في الحكم إلا أُبيح دمه وعرضه وماله فهل كان مبعثه صلى الله عليه وسلم ليضع بدلا عن ابي جهل (علياً) وعن كسرى (الحسين) وعن قيصر (الحس) وعن تُبعا (يحيى) ويوصي بطاعتهم ويأمر بتوليهم وذراريهم ؟
هل كان خروج الصحابة سلمان من (فارس) و (بلال) من الحبشة و (الطفيل) من اليمن رضي الله عنهم وتحملهم اقسى أنواع العذاب في سبيل ولاية (علي) والإجتماع في (غدير خم) للإستماع لقرار التوريث الزائف أم كان بحثا عن الحق وعن الرسول الخاتم مُخرِج الناس من ظلمات الشرك والظلم والعبودية وحكم السلالات إلى عدالة الإسلام والحرية والمساواة والشورى؟
14 شهيدا في (بدر) و70 في (أحد) و 239 شهيدا تقريبا هم من قتلوا مع رسول الله في غزواته فهل كانوا في سبيل اعلاء كلمة الله وتحطيم اصنام السلالية أم من أجل اعلاء رسول الله لــ يد (علي) في غديرخُم وتوريثه للحكم مع ذريته ومخالفته لأمر الله له بالمساواة والشورى.
هل من العقل أن يترك النبي صلى الله عليه وسلم أمرا عظيما من أمور الأمة يوم اجتماع الأمة من كل فجٍ عميق في حجة الوداع وفي اعظم مكان ( عرفة) لينفرد ببعض القوم و(علي) في منطقة ثانوية (غدير خم) ليعلن ولاية علي ، وهل كان رسول الله الذي أوتي مجامع الكلم عاجزا أن يُصرح بالولاية تصريحا وبيانا للعالمين لايحتمل اللبس والتأويل حتى يأتي الوضاعون والمشككون والدجالون وارباب الخرافة ليلووا اعناق النصوص ويُكِيفوها حسب (كيفهم) وأطماعهم ويدعون زورا وبهتانا بيوم الولاية.
محاربة ابا بكر رضي الله عنه للمرتدين واستشهاد 1200 صحابي في حديقة الموت باليمامة هل كانت تلك التضحيات لأن مسيلمة رفض ولاية علي أم لارتداده عن الإسلام
فتوحات بلاد فارس وآلاف الشهداء في معركة الجسر ونهاوند والقادسية ، فتوحات بلاد الروم وستة آلاف شهيد في معركة اليرموك توزعوا في ثلاث مقابر هل كل تلك التضحيات وتلك الفتوحات لأجل خاطر عيون الخليفة علي وولايته وذريته وصولا إلى أداء قسم الولاية ومبايعة الخجف (عبدالملك)
معركة صِفين و آلاف القتلى كنتيجة من نتائج المعركة بين الخليفة علي ومعاوية ماكانت لأجل الغدير ولا للولاية وإنما كانت في سياق القضاء على حالة من حالات البغي على خليفة راشد أجمع عليه الكثير من الأمة في حينه.
موقعة (الجمل) بين علي من جهة وطلحة والزبير وعائشة رضي الله عنهم جميعا لم تكن من اجل الولاية وإنما لأسباب فصّلها واثبتها الصحابة ورقَمها المؤرخون بل أن (الحسن) رضي الله عنه لم ينبس ببنت شفة عن ولاية ولا غدير ولا (طلي).
معركة النهروان مع الخوارج إنما كانت لتمردهم على الخليفة وفسادهم في الأرض ولم يكن للولاية فيها مبتدأً ولا خبرا .. فهل سيكون أصحاب الولاية دجالوا السلالة اكثر تعلقا وشغفا وإيمانا بالولاية أكثر من صاحبها ( علي) المفترى عليه بها.
مالذي ذهب بموسى بن نصير وطارق بن زياد والسمح بن مالك الخولاني إلى الاندلس وهل كانت معركة بلاط الشهداء بكل تلك التضحيات بقيادة عبدالرحمن الغافقي لإقناع شارل ماتل قائد الفرنجة بيوم الولاية والتبشير ب(تِـنحٍ ) يأتِ من الكهف بعد 1400 عام لمبايعته بالولاية؟
هل كل أشكال الرُقي والتطور الإنساني في الحضارة الإسلامية حين كانت أوروبا غارقة بالظلام وحكم الكنيسة الدموي مرجعه ولايتهم لـ عليٍ ولذريته ؟؟!!
أين وصل الصفويون والباطنيون والحشاشون والإيرانيون
والأئمة والذين يؤمنون بخرافة الولاية بالمناطق التي استبدوا بها وحكموها قهرا ؟ ماهي أهم الإضافات التي أضافوها للحضارة الإنسانية حين تمسكهم بيوم الولاية المزعوم ؟
دول العالم الإسلامي والتي ارتقت إلى مصاف الدول المتقدمة بل ونافستها ( اقتصاديا وعلميا و سياسيا و ...) هل مَردُ ذلك هو تمسكهم بيوم الولاية وتجديد البيعة في كل عام لـ عليٍ وذريته .؟!
هل ماينقص العالم الإسلامي اليوم هو التسليم المطلق بولاية علي وعترته والإحتفال بالغدير لٍتُحل مشاكله وتعود هيبته ؟ أم أن ماحل في بعض بلاد العرب والمسلمين من كوارث وفوضى وانقلابات وجرائم إنسانية كان سببه الرئيسي أصحاب يوم (الخرافة)؟
أين وصل خميني إيران ومن بعده خامنئي ويوم الولاية الذي يقدسونه بإيران والعراق وسوريا واليمن ولبنان ؟
إنما الولاية خرافة ويومٌ مُفترى ومكذوب والإيمان به يُفرغ الفرد من إنسانيته التي فُطِر عليها ويحرِم نفسها من قيمها ( الحرية والعزة والكرامة والمساواة والعدالة والشورى ) وينشئ أنظمة سلالية عنصرية طائفية قمعية تقوم على الدجل والخرافة والضلال وكل أشكال الجريمة والإرهاب وما الحوثيون واستبدادهم عنا ببعيد