الميثاق الوطني الجنوبي هو وثيقة تاريخية تمثل توافقًا بين القوى السياسية الجنوبية حول مصير الجنوب وحقوق شعبه. يعتبر هذا الميثاق نتاج جهود متعددة الفصائل والقوى، حيث أُعدّ ليعكس آمال وتطلعات الشارع الجنوبي. ولكن، منذ توقيعه، يبقى هذا الاتفاق بحاجة إلى التنفيذ الحقيقي لمخرجاته على أرض الواقع، إذ إن تحويل الاتفاقات إلى أفعال هو الاختبار الحقيقي لإرادة تلك القوى.
إن تنفيذ مخرجات الميثاق الوطني الجنوبي يعد جوهريًا لتحقيق الشراكة الوطنية الفعالة بين جميع الأطراف المشاركة. يجب على القادة والسياسيين أن يتحدوا بروح وطنية لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية التي تعترض طريق تنفيذ الميثاق. فالوقت الحالي يتطلب تكاتف جميع المكونات الجنوبية والعمل على خلق رؤية موحدة لتعزيز مفهوم الوحدة و الوطنية الجنوبية التقدم.
يتطلب التنفيذ الفعلي لهذا الميثاق الإرادة الحقيقة من جميع الأطراف. على تلك القوى أن تتخذ من هذا الاتفاق مرشدًا في سعيها نحو تشكيل منظومة عمل سياسية متجانسة تُعبر عن تطلعات الشعب الجنوبي. يجب أن تجمع هذه المنظومة كافة القوى والمكونات، حتى تتمكن من مواجهة أي تهديدات قد تعترض طريق تحقيق أهداف الميثاق.
يفرض الواقع الحالي أن تكون هناك استجابة عاجلة لتنفيذ استحقاقات ومخرجات اللقاءات التشاورية السابقة، والتي أسفرت عن التوقيع على الميثاق. يعكس ذلك أهمية البناء على الإنجازات السابقة وعدم العودة إلى حالة من الفوضى والارتباك في الأداء السياسي، مما قد يعيق التطور ويفقد الثقة بين مختلف المكونات والفئات.
بالإضافة إلى ذلك، إن تحقيق الأهداف النبيلة لهذا الميثاق يتطلب العمل بروح تعاون فعّالة. تعد هذه الروح أداة حيوية لتحسين البيئة السياسية وتعزيز الاستقرار في الجنوب. يجب أن يسعى الجميع للجمع بين الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لتحقيق نمو شامل.
في الختام، يمكن القول إن الوقت قد حان لتنفيذ مخرجات الميثاق الوطني الجنوبي على أرض الواقع. على كافة القوى والمكونات السياسية أن تعمل بجدية ووحدة لتحقيق التقدم والنماء لشعب الجنوب. إن الإرادة الحقيقة لتحقيق الحقوق والمطالب المتفق عليها من قبل الأطراف المشاركة هي السبيل لبناء مستقبل مشرق يُحسن من أوضاع الجنوبيين، ويضمن تعزيز الهوية الوطنية الجنوبية.
أ/ علي حسن سيف محمد
رئيس حزب الخضر الجنوبي
العاصمة السياسية عدن
٢٠٢٥/٤/٢٧ م