كلنا يدرك وعلى مر الزمان من هو المعلم الذي يربي أجيالا بعد أجيال فهو أكثر من مجرد ناقل للمعلومة ، بل هو الملهم والمعلم الأول لكل إنسان والمجتمع ككل .
فالمعلم لا يكتفي بتعليم القراءة والكتابة لطلابه وحسب، بل يغرس فيهم القيم، ويشكل العقول، ويهذب النفوس. ويُلهمهم ،ويوجّههم، ويمنحهم الأدوات ليكونوا أشخاصا فاعلين في الحياة.
فالمعلم هو الذي يزرع في عقول طلابه بذور الحكمة، وفي قلوبهم شغف الخير، وفي سلوكهم روح المسؤولية.وهو ذلك الصوت المهذب والحنين الذي علمنا الحياة وصبرها والذي حمل ويحمل كل يوم معاناة طلابه .إلا أن صوته اليوم أضحى خافتا لا يسمعه أحد وهو الصوت الذي كان له واقعا مؤثرا ورفيعا في الحياة .فهو من وضع اللبنة الأولى في طريق كل طبيب، ومهندس، وقاضي، ومحامي ومفكر وعالم وأديب وضابط في مجتمعه
ومع كل هذا الدور العظيم للمعلمين الذين ترفع لهم القبعات تحية وإجلال ، ونرى حياتهم اليوم أصبحت بين المطرقه والسندان ، والمؤلم أن هذا الدور العظيم لا يقابله التقدير الذي يليق بهم فكثير من المعلّمين يعيشون حاله من ضغط العمل، وضعف الدخل، وتراجع المكانة الإجتماعية، بل وأحيانا غياب الحماية داخل بيئة العمل.
فإنصاف المعلمين جميعا ليس مجرد تكريم أو يوم احتفال رمزي، بل هو منظومة متكاملة تبدأ من احترام وتقدير مكانته وصولاً إلى تحسين وضعه المادي والمعنوي، وتوفير بيئة تعليمية محترمة، وتدريب مستمر. إضافة إلى تمكينه من المشاركة في تطوير السياسات التعليمية، مع توفير الحياة الامنه له
فمعلمنا اليوم بحاجة إلى أن يعيش حياة آمنة ومستقرة ويعاد له صوته المسموع ، وان يظل جهده محل صدى واحترام،وان مكانته ماتزال عالية جداً وستظل كذلك إلى أبد الدهر .
فلذا لا مناص من إنصاف المعلمين والمعلمات ومنحهم حقوقهم المشروعة فهم المستقبل كله