نلاحظ قلة قليلة من أبناء الجنوب لا نجدهم إلا بإلقاء اللوم والتهم، تارة بالارتزاق بالقضية الجنوبية، وتارة بالبيع والفشل، بينما الحقيقة أن هؤلاء الثلة هم من يسعون بكل الطرق والوسائل من أجل الارتزاق باسم الجنوب. وكل إناء ينضج بما فيه، وهم كذلك.
المثير للسخرية أنهم يعتبرون أطروحاتهم على صواب ويرون أنفسهم أنهم على حق، بينما الانتقالي المفوض الرسمي من قبل الشعب يمضي في الطريق الخطأ. هزلت وربي الكعبة، ما أسهل التنظير وأنت لا تقدر على ضبط حارة، بينما الانتقالي يواجه، يحارب، يُحاصر، وثمة مؤامرات عديدة وأعداء كثيرون، لا عدو ولا عدوين بل ثلاثي ورباعي وخماسي… الخ.
إذا كنت تعتبر الانتقالي خطأ، فأنت الخطأ بحد ذاتك. إذا كنت لا تؤمن بالانتقالي، إذن فيما تؤمن أبو ربع دقن أو أبو عمامة سوداء أو غيرهم من أشرار القوى المعادية لقضية الجنوب؟
إذا كنت حريصًا على وطنك، فلا تقلل من شأن قياداتك، وتسخر من خطواتها وإنجازاتها من أجل أن تصخك الناس وتفرح لأبسط هفوة في الوقت الذي تخوض فيه معتركًا وتواجه صعوبات جمة من أجلك ومن أجل مستقبلك ومستقبل أولادك ومستقبل جيل كامل.
إذا كنت مكترثًا لوطنك، أطرح مقترحاتك لقياداتك وابذل جهودك هنا وهناك، وليس عرضها على مواقع التواصل الاجتماعي وتقديم مادة دسمة للإعلام المعادي ثم تقول نحن ننتقد بغية التصحيح، بينما هو تجريح وتعميق للجراح.
إذا كنت مخلصًا وصادقًا ووطنيًا، فقدم نصيحتك بطريقة تليق بك وبإخلاصك، وليس أن تقدم النصيحة أمام الملأ وتسمع أمة لا إله إلا الله، ثم تتحدث بكل هدوء: "والله نحن ننصحهم". لا، هذه ليست نصيحة منك بل فضيحة، طالما قلمك لم يقف ويصطف في صفوف الاقلام المأجورة واصحاب المصالح الشخصية.
ومع هذا، مهما وجهوا سهامهم نحو الانتقالي، واختلفنا في الآراء والأفكار معهم ، أقل ما يمكن، اذكروا إيجابيات الانتقالي، وليس الاكتفاء بالسلبيات التي يتخذها البعض فرصة مناسبة لهدم مكتسبات وإنجازات الانتقالي. فقط تترصدون للأخطاء عن كثب لمهاجمة الانتقالي وقياداته
وأهم من يظن أن الانتقالي سهل المنال، بل أصبح رقمًا صعبًا أكثر من أي وقت مضى، ويستحيل تجاوزه؛ لاسيما أنه يمثل حجر الزاوية ومكسب للجنوب لا يعوض. كيف لا، وقد حقق إنجازات عظيمة ونجاحات كبيرة تحت قياداته الحكيمة؟
وضعت أمام الانتقالي عقبات ولا تزال تُضع أمامه عراقيل في تقدمه نحو شاطئ الأمان، والجميع يعرف من يقف وراء ما يجري في الجنوب، ومع هذا لا يزال الانتقالي الصخرة التي كسرت على أسواره كل المؤامرات، وواجه وسيواجه بكل قوة وحزم، وليس في قاموس الجنوبيين إلا الانتصار أو الانتصار.
الجنوب اليوم ليس بحاجة إلى معجزة، بل بحاجة إلى نبذ الخلافات الجانبية والتفاف الجميع قاطبة من المهرة شرقًا إلى باب المندب غربًا خلف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي، قائد ربان سفيتنا الذي يسعى دائمًا وأبدًا للم الشمل وتوحيد كافة الجهود ،لجنوب لكل وبكل أبنائه، دون استثناء أحد، لطالما الباب مفتوح على مصراعيه للجميع
الجنوب انتصر ولم يبقَ إلا اللمسات الأخيرة لإعلان الدولة لطالما يحكم نفسه بنفسه ويديره أبناؤه، ومستقلًا إداريًا وعسكريًا وثقافيًا واجتماعيًا، وهذا ما أزعج الأعداء وأغاضهم، وما الرهان إلا على ضرب اللحمة الجنوبية، وشرخ الصف الجنوبي، وضرب الجنوبي بالجنوبي للانقضاض على جنوبنا، وليس مع هذه القوى المعادية أي ورقة رابحة غير هذه الورقة الأخيرة التي يجب أن نطويها من أمامهم.