حضرموت مهد الحضارات القديمة والحديثة وموروثها الفكري الراسخ في اعماق شيوخها وشبابها اكبر من الورعان ، وان تبسم لهم حاضرهم الضيق المزجى بالدعم الخارجي .
بن حبريش ومنهم على شاكلته من مواليد وحدة الفيد التي حاول روادها طمس هوية حضرموت التي انارة قارة اسيا واجزاء من افريقيا فيما تصدره من العلم وصنوف التجارة .
حضرموت لن تكون فريسة في يوماً ما لمن يستخدمون بعض شبابها من الذين لم يتعلمون جيداً في المدارس والجامعات ليتداركوا امرهم ويصلحوا شانهم قبل ان تقتلعهم حضرموت بعقولها الناضجة التي لازالت تمهل المهزوزين من ورعانها لعلهم يعودون الى رشدهم قبل تنتف ريشهم ، ليكونوا عبرة لم يتطاول من القاصرين على كبرياءها وعظمتها المغروسة في وجدان هاماتها من الاكابر اصحاب الفراسة الذين صقلت مواهبهم تجارب الماضي ليصبحوا من المدركين للمآلات التي تنجم عن شطحات بعض الشبان من المتهورين امثال عمرو بن حبريش الذي لم يكمل تعليمه .
في حضرموت الكواسر والتي متى ما نهضت حركة المياة الراكدة وقلبت عاليها سافلها على من يتماها في غيه محاولاً حرف مسارها عن خطها الابدي المرسوم في الخارطة الجنوبية منذ الازل .
بن حبريش وان ضحكت له الايام وغره المال وركوب الطائرة ذهاباً واياباً من هنا الى هناك مدفوع الاجر من قبل من لايريدون استقرار حضرموت في كنفها الجنوبي ، لم يدرك بعد بانه اداة يستخدمه من يدفعه لتنفيذ مشاريع زائفة ليس لحضرموت طاقة بها وستلفضها عما قريب مثلما ظلت تلفظ كل زائف لايتماشا مع الشموخ والعز الحرمي الذي دائماً ما يظل رافض للرويبضات ومانعاً لها من التسلط على الوجاهات المستنيرة بنور العلم وفهم مجريات السياسات الرامية الى الاخلال بامنها وتمزيق نسيجهاالاجتماعي .
مالم يحافظ عمروا على ريشه في ظل التنبيهات التي يعمل عليها الشارع الحضرمي الكاظم للغيض والمتاني في اتخاذ القرار لعل وعسى من عودة حميدة لبن حبريش وجماعته حفاظاً على العلاقة والدم ، وفي حال نفذ الصبر فلن يجد مثل هؤلاء الشاذين من يحمهيهم في عقر ديارهم من الخارج ، وذلك عندما يحاصرهم الاخ والجار القريب من الذين لايطيقون هذيانهم ولاتوجههم الرامي الى شق الصف الحضرمي وتفتيت العلاقة مع الشعب الجنوبي الذي يعد حضرموت الشريان الواصل مع باقي المحافظات ، والعمق الاستراتيجي الذي ليس له من انفصام ولاخروج عن الاطار المتعارف عليه ، وفي حال فار التنور وخرجت نمور حضرموت من اوكارها سيضيع الهرج والمرج وعليك ان تفهم يابن حبريش قبل ان ينتزع الريش وتصبح لا من يوسف ولامن قميصه .
