بات لوجه الإنسان العربي موطنه المدمّر أو تغيير جواز سفره المرفوض لدى العالم أجمع وإن حَمل مؤهلاته العالمية العليا والدُنيا فإنه يظل بنظر العالم لاجئ!
وأنت تحمل شهادتك على كتفيك كتابوت للتقديم على إحدى الشركات يسألك من أين أنت!
وحال الإجابه التي غالبا ماتكون معروفة.. فأنت من بلد الحرب والإقتتال والعنصرية!
حمل صديقي م.ا كافة شهائده الورقية وحالفه الحظ ليحصل على تأشيرة مؤقته لإحدى الدول التي تدعى بحاضنة حقوق الانسان قبل بضعة أشهر وما أن وطأت قدماه بدأ رحلة البحث عن مكان شاغر يسد مصروفاته كشاب وظل يسأل من أين أنت؟
ماهو جوازك! وهذا السؤال هو الأصعب أجابة''
ظلت فكرة البحث عن عمل وذهب ليبحث عن مكان للتطوع وما إن يصل لمبتغاه يستقبل الإعانات التي عادة تكون ذات سوء فهم!
نعم I came here to apply for vulnteery work?
ويجيب ..المعذرة يا سيد لا يوجد لدينا مكان للتطوع إعتقدنا بأنك لاجئ تبحث عن إعانة... سوء فهم إذا؟
لا أنت قادم من بلد الحروب والإقتتال! لكنه أدرك أن فكرة اللجوء أصبحت ليئمة كما يصور لها البعض!
قبل بضعة اعوام من الأن حضرت إحدى ورش العمل وكانت فرح زميلتي الأسيوية لديها عرض عن (الخطاب المقنع) وحال عرضها بدأت بالبكاء ولم تتمالك نفسها كانت تتكلم بخليط من القهر والكُبد وعندما استرحنا لبرهة عادت وقالت!
قبل خمس سنوات من الأن تزوجت بشاب سوري عن قصة حب طويلة وفي ثاني يوم للزواج أحضرته لمقر عملي من باب الإحتفاء ومشاركة الزملاء.. تنهدت وأكملت قابل زوجي مديرتي والتي تحمل شهادة الدكتوراه وصافحها بكل سرور ثم قالت له مبروك سوف تحصل على تأشيرة للعيش أفضل لك من العيش دون ذلك!
تُكمل فرح وفي قلبها غصة ...قالت حاملي دكتوراه لم يباركولي بزواجي لعربي وكل ما أسمعه أنني الكفيل الوحيد الذي سوف أدعه في بلدي!
اي بلاده هذه ومضت!
قلت في نفسي وحتى في الطرق الرسمية أصبحنا مهزلة وأظهرت ضحكة صفراء وقفت شفتاي عازل قوي للظهور!
لم يتوقف الأمر هنا وأنا شاهد لهذه القصص الأكثر شنعا أن يرسل لي صديقي رسالة صباحية قال فيها!
كدت أن أموت قهرًا وتابع رسالته بعدة علامات تعجب غريبة ولكنني سرعان ما أجبته ما الذي حدث؟
قال لي ضابط شرطة وضع مسدسهُ على رأسي وكاد أن يقتلني وأنا أحمل وثائقي ولكن على مايبدو بشرتي السوداء أثارت غريزة غريبة كاد أن يقتلني بها أو أن أدفع له بعض النقود!
اااااااح يا علي ما العمل ... أرسلت له تسجيل لصديقي (يامن) الشاب السوري يقول فيه (لم يعد الوطن داخله وخارجه آمن سوى القبر)
لكنه أجابني وقال..لا يوجد حل أخر؟
قلت له هناك حل وحيد
قال لي: ماهو؟
قلت له: تغيير جوازك لدولة غربية هو الحل!