اجتماع استثنائي عقده الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يوم أمس (الأحد) مع قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، في لحظة سياسية بالغة الأهمية، حاملاً معه رسائل الثبات والعزم والوضوح في الرؤية. هذا اللقاء لم يكن مجرد اجتماع تنظيمي، بل محطة مفصلية في مسار العمل الوطني الجنوبي، يعكس إصرار القيادة على مواجهة التحديات بروح الفريق الواحد، ووضع الأسس الصلبة لعبور هذه المرحلة المفصلية بثقة واقتدار.
لقد أكد الرئيس الزُبيدي أن الجنوب اليوم رقم صعب لا يمكن تجاوزه، وأن قضيته العادلة تُطرح على الطاولات الدولية بصوت قوي، رغم محاولات البعض إنكار الواقع الجديد. وهذه الثقة لم تأتِ من فراغ، بل هي ثمرة تضحيات جسام، وإصرار لا يلين، ونجاحات سياسية وعسكرية جعلت من المجلس الانتقالي الجنوبي فاعلاً رئيسياً في معادلة التوازنات الإقليمية والدولية.
لكن الرسالة الأهم التي حملها الاجتماع تمثلت في ضرورة مضاعفة الجهود على كافة المستويات، وتنظيم العمل المؤسسي، والتصدي لحرب الخدمات التي تستهدف الجنوب في معيشته وأمنه. إن العدو اليوم لا يواجهنا في ميادين القتال فقط، بل يسعى لإضعاف الجبهة الداخلية عبر الأزمات الاقتصادية والخدمية، وهنا يأتي دور القيادة في تقديم الحلول الواقعية، واتخاذ خطوات عملية تُحدث فرقًا ملموسًا في حياة المواطنين.
لقد شدد الرئيس الزُبيدي على ضرورة التماسك والثبات، وأكد أن المجلس لن يتخلى عن مسؤولياته تجاه الشعب، ولن يسمح بعودة الجنوب إلى مربعات الفوضى. وهو موقف يترجم إيمان القيادة بأن استعادة الدولة الجنوبية لن تكون شعارًا سياسيًا فقط، بل مشروعًا متكاملاً يرتكز على بناء المؤسسات، وتعزيز القدرات العسكرية والأمنية، والانفتاح الواعي على المتغيرات الإقليمية والدولية.
إننا اليوم أمام مرحلة تحتاج إلى إرادة صلبة، وإلى خطوات جريئة، وإلى وحدة صف جنوبية تلتف حول قيادتها، وتدرك أن التحديات مهما عظمت، فإنها لن تكون أقوى من إرادة شعب قرر استعادة حقه المشروع. ما خرج به اجتماع الرئيس الزُبيدي وقيادات المجلس ليس مجرد توصيات، بل خارطة طريق تستوجب العمل الجاد لترجمتها على أرض الواقع، لأن الجنوب يستحق أن ينتصر، ولأن شعبه ينتظر منا الأفعال لا الأقوال.
