لم أتوقع أن تمر كل هذه الفترة من توقف للعملية التعليمية بسبب الإضراب ولم يحتج أحد لذلك، ولم أتوقع ألا تتحرك الرئاسة ولا الحكومة، ولم أتوقع أن يظل أولياء الأمور صامتين فلم يتحركوا ولم يحتجوا ولم يعترضوا، وكأن الأمر لا يعنيهم.
انطفأت الكهرباء لليلة واحدة وخرجت المظاهرات والاحتجاجات، ولم يحتج أحد لتوقف العملية التعليمية في عاصمة اليمن عدن، لم يخرج المواطن ليطالب بتعليم ابنه، ولم نر الرئاسة ولا الحكومة تتفاعل مع مطالب المعلمين، وكأن الأمر عادي جدًا.
خرج المعلمون في وقفات كبرى، ولم يخرج أولياء الأمور معهم للمطالبة بحقوق أبنائهم في التعليم، وخرجوا للمطالبة بالكهرباء عندما انقطعت لأربعة وعشرين ساعة، لم يغضب الشعب بسبب توقف الدراسة، وغضبوا كثيرًا لخدمات أقل أهمية من التعليم.
الشعب في وطني بحاجة لوعي، فالوعي هو رأس مال الشعوب المتحضرة، فقد آن الأوان لبلورة وعي مجتمعي يهتم بمصلحة وطنه على المستويات كافة، وآن للشعب أن يرفع صوته ليحصل على حقه من التعليم والتطبيب والحياة الكريمة على المستويات كافة.
