تعتبر القضية الجنوبية في الجنوب من أبرز القضايا السياسية والاجتماعية المعقدة التي تشهدها البلاد، ويمثل المجلس الانتقالي الجنوبي الكيان السياسي الذي يعبر عن آمال وطموحات الجنوبيين.
يواجه المجلس تحديات كبيرة في سبيل تحقيق أهدافه، إذ يتطلب الوضع السياسي الراهن اتخاذ قرارات استراتيجية تتعلق بتعزيز هيكله القيادي وتوسيع قاعدة التحالفات السياسية.
من بين القرارات المهمة التي ينبغي أن تُتخذ هي منح رئيس حزب الخضر الجنوبي عضوية فعالة في هيئة رئاسة المجلس، إضافة إلى تعيين نائب رئيس الحزب في الهيئة السياسية المساعدة وكوادره في الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية والهيئات الأخرى.
تعتبر هذه الخطوات ضرورية لتعزيز الشرعية السياسية للمجلس الانتقالي، خاصة في ظل الصراعات القائمة، فالوجود الفعّال لرئيس حزب الخضر ضمن هيئة الرئاسة يسهم في دعم القضية الجنوبية ويعزز من قدرة المجلس على الوصول إلى الفاعلين في الساحة السياسية المحلية والدولية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن وجود نائب رئيس حزب الخضر في الهيئة السياسية المساعدة يعد استجابة استراتيجية تساهم في جذب المزيد من المؤيدين وتوسيع قاعدة التحالفات السياسية، مما يعزز من قوة المجلس وقدرته على التأثير.
علاوة على ذلك، فإن الكوادر المشاركة في الهيئة الإدارية للجمعية الوطنية وباقي الهيئات سيلعبون دوراً حيوياً في تطوير الخطط الاستراتيجية اللازمة لتحقيق الأهداف الجنوبية.
إن تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف الأحزاب والمكونات السياسية سيساهم في بناء رؤية سياسية موحدة، مما يزيد من فرص تحقيق الانتصارات في القضية الجنوبية سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
بالتوازي مع ذلك، تزداد أهمية إدماج شخصيات جديدة ومؤثرة في الهياكل القيادية، حيث كلما استطاع المجلس اتخاذ خطوات عملية لتصفية الأجواء بين القوى السياسية الجنوبية، زادت المصداقية أمام الجنوبيين والمجتمع الدولي. إن الاهتمام العالمي بنشاط حزب الخضر، سواء في محافل البرلمان العالمي أو الأوروبي، يعكس أهمية هذا الحزب في تشكيل مستقبل المجلس الانتقالي.
في الختام، يمكن القول بأن القرارات المتعلقة بعضوية حزب الخضر ليست مجرد خطوات تكتيكية بل هي ضرورة ملحة تساهم في تحسين الوضع العام للمجلس الانتقالي وتعزز من العملية السياسية في الجنوب.
إن إنهاء الانقسام وتعزيز التعاون بين القوى السياسية الجنوبية يمثل عوامل محورية لنجاح المجلس في تحقيق أهدافه وتعزيز حقوق الجنوبيين وحقهم في استعادة دولتهم.