تقام في العاصمة القطرية الدوحة بطولة كأس الخليج لكرة القدم في نسختها الرابعة والعشرين، بمشاركة 8 منتخبات: المضيف العنابي، والسعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى سلطنة عمان حاملة اللقب، والعراق واليمن والكويت.
وتقام المباراة الافتتاحية مساء اليوم الثلاثاء على «ملعب خليفة الدولي»، أحد الملاعب المضيفة لمونديال 2022، وتجمع بين قطر بطلة آسيا والعراق، ضمن المجموعة الأولى، وهي تسبق مباراة ثانية ضمن المجموعة ذاتها بين الإمارات واليمن. وتقام الأربعاء مباراتا المجموعة الثانية بين عمان والبحرين، قبل مباراة مرتقبة بين القطبين الكويت والسعودية.
وتستمر البطولة حتى 8 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وتختتم قبل أيام من استضافة قطر كأس العالم للأندية بدءاً من 11 من الشهر ذاته.
وتلقت البطولة دفعة إيجابية بإعلان السعودية والإمارات والبحرين في وقت سابق من هذا الشهر، قرارها خوض المنافسة على أرض قطر.
وأقيمت قرعة أولى للبطولة بين 5 منتخبات هي قطر وعمان والكويت واليمن والعراق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قبل أن تعاد في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بعد قرار المنتخبات الثلاثة المشاركة، ما استدعى تعديل نظام البطولة من مجموعة واحدة بنظام الدوري، إلى مجموعتين بنظام دور أول ودور نصف نهائي ومباراة نهائية. وكان المنتخب الإماراتي آخر الواصلين إلى الدوحة صباح أمس الاثنين، بينما لا يزال المنتخب السعودي ينتظر اكتمال صفوفه بالتحاق لاعبي الهلال؛ المتوج مؤخراً بطلاً لدوري أبطال آسيا على حساب أوراوا دايموندز الياباني، بمعسكره في العاصمة القطرية.
وعقد صباح أمس الاثنين الاجتماع الفني للبطولة بحضور مسؤولي المنتخبات الثمانية لاعتماد التشكيلات وألوان الفرق وشرح الأمور الإدارية والفنية، حيث ستكون المواجهات المباشرة هي المعيار الأول عند تعادل أي منتخبين في النقاط بالدور الأول، ثم فارق الأهداف، واللعب النظيف. وأعدت اللجنة المنظمة إجراءات لتسهيل وصول الجماهير إلى ملاعب المباريات، وحضت المشجعين على استخدام قطار الأنفاق (مترو) الذي يصل إلى مقربة من «ملعب خليفة».
وقال نائب رئيس الاتحاد الخليجي، العماني جاسم الشكيلي: «الأجواء رائعة قبل انطلاق (خليجي24) بعد اكتمال عقد المنتخبات الثمانية، وهو الأمر الذي أسعد كل مواطن خليجي، وهي أمور أراها بادرة خير لأمور أكثر إيجابية في المستقبل». ورأى الأمين العام للاتحاد جاسم الرميحي أن «قطر قامت باستعدادات كبيرة وجيدة، وسيرى الجميع التنظيم الرائع بدءاً من اليوم».
وعلى الصعيد الفني، ستشهد البطولة اعتماد تقنية المساعدة بالفيديو «في إيه آر» للمرة الأولى.
من ناحيته، أكد حسن الهيدوس نجم المنتخب القطري لكرة القدم أن فوز الفريق بلقب كأس آسيا في مطلع العام الحالي «لن يؤثر، ويجب ألا يؤثر على تعامل الفريق مع بطولة كأس الخليج الحالية في قطر».
وقال الهيدوس، في المؤتمر الصحافي لمنتخب بلاده: «استعداداتنا لبطولة كأس الخليج بدأت حتى قبل مباراة أفغانستان الصعبة في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا. بدأنا التفكير في كأس الخليج مبكراً. دائماً بطولات الخليج لها طابع وأجواء خاصة». وأشار: «أتمنى الفوز في المباريات أكثر من هز الشباك، لأن الأهم هو الفريق وليست الإنجازات الشخصية».
وأضاف: «نخوض البطولة بالتفكير في مباراة تلو الأخرى، ولا بد من أن نتناسى أننا أبطال آسيا ونسعى لتحقيق نجاح جديد».
من جهته، أكد الإسباني فيليكس سانشيز، المدير الفني للمنتخب القطري لكرة القدم، أن بطولة كأس الخليج الحالية تمثل فرصة جيدة ضمن استعدادات الفريق للبطولات المقبلة وفي مقدمتها كأس العالم 2022 في قطر.
وقال سانشيز، في المؤتمر الصحافي لفريقه أمس الاثنين قبل مباراته الأولى في البطولة اليوم الثلاثاء أمام المنتخب العراقي في افتتاح فعاليات البطولة ضمن المجموعة الأولى التي تضم معهما أيضاً المنتخبين الإماراتي واليمني: «هذه البطولة محطة مهمة جداً في طريق الاستعدادات للمونديال التي نسعى خلالها إلى المنافسة بقوة». وأشار: «بعد مباراة أفغانستان، يحاول الفريق التقاط أنفاسه، وهو أمر ليس سهلاً على الإطلاق».
وأضاف: «نأمل في الفوز بكأس البطولة الخليجية مما يحفزنا بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة. من الجيد أن تعاني من الضغط عندما تلعب في كأس الخليج، فهي بطولة قوية وتعطيك خبرة جيدة. نبدأ بفرص وإمكانات متساوية مع المنافسين. مثلما كنا في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا)، نتعامل مع كل مباراة على حدة بعيداً عن أننا أبطال القارة الآسيوية».
وأشار: «لعبنا في كأس آسيا أمام العراق، ولكن الوضع يختلف الآن مع وجود مدرب جديد ولاعبين جدد في الفريق المنافس. إذا أردنا الذهاب بعيداً في هذه البطولة فعلينا أن نقدم أداء قوياً. نبدأ في هذه البطولة من الصفر بعيداً عن الفوز باللقب الآسيوي».
وعن المباراة الافتتاحية بعد التعادل من قبل في الافتتاح والفوز بالبطولة في نسختين سابقتين، قال: «سنخوض المباراة بكل قوة، لأن تحقيق نتيجة جيدة في المباراة الأولى يعدّ حافزاً قوياً وإن لم يكن حاسماً في فرص الفوز باللقب». وأضاف: «المنتخب العراقي فريق قوي للغاية، والتقينا معه 3 مرات في الفترة الماضية. علينا أن نلعب بقوة. ستكون المباراة في غاية الصعوبة».
وحول أنها أول بطولة خليجية يخوضها الفريق بعد الفوز بكأس آسيا، قال سانشيز: «لا نتعامل مع البطولة على أننا أبطال آسيا؛ وإنما سنفكر في كل مباراة على حدة ونسعى للفوز فيها. كل من الفريقين في المباراة (اليوم) لديه ظروفه، وخوض البطولة على ملعبنا قد يكون ميزة كبيرة لأن الجماهير حافز كبير وداعم قوي للفريق».
وأشار سانشيز إلى أن الاختيار من عدد كبير من اللاعبين الجاهزين لا يمثل مشكلة بالنسبة له لأنه يمنحه كثيراً من البدائل التي تصب في مصلحة الفريق.