تشهد العاصمة عدن، المدينة التي تحمل على كاهلها أعباء الحرب والدمار التي اقترفتها المليشيات الحوثية ، حدثا بالغ الأهمية يومي الأربعاء والخميس ، حيث تستضيف لأول مرة منذ تحريرها من مليشيات الحوثي المؤتمر الدولي الأول لمواجهة المخدرات وتداعياتها على فئة الشباب والمجتمع.
مواجهة خطر داهم:
يأتي هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه البلاد، شأنها شأن العديد من الدول، تفاقما في مشكلة انتشار المخدرات، والتي باتت تهدد بنسج شبكة معقدة من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية. ويأمل المنظمون أن يساهم هذا الحدث في تسليط الضوء على خطورة هذه الآفة وتوحيد الجهود لمكافحتها.
أهداف المؤتمر وتفاصيله:
يهدف المؤتمر إلى مناقشة أبعاد المشكلة من جوانبها المختلفة، بدءا من أسباب انتشار المخدرات وأثرها على صحة الشباب وسلوكهم، وصولا إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على هذه الظاهرة. كما سيشهد المؤتمر تقديم 35 ورقة بحثية من قبل باحثين من جامعات محلية وعربية ودولية، تغطي جوانب متعددة من هذه القضية الشائكة.
الشباب في دائرة الخطر:
يركز المؤتمر بشكل خاص على تأثير المخدرات على الشباب، الذين يعتبرون الفئة الأكثر عرضة للإدمان. ويشير الخبراء إلى أن انتشار المخدرات بين الشباب يساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الجريمة والعنف، فضلًا عن تدهور الأداء الأكاديمي وتفكك الأسر.
أسباب الانتشار والآثار المترتبة:
يعود انتشار المخدرات في إلى عدة أسباب، منها:
الحرب والنزاع: تؤدي الحرب إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، مما بزيد من معدلات الفقر والبطالة، وفتح الباب أمام تجار المخدرات للاستفادة من هذه الظروف.
غياب الرقابة: تركيز الاجهزة الامنية على حفظ الامن ومحاربة الارهاب وتشتت الجهود في مكافحة المخدرات ساهم في انتشار هذه الآفة.
غياب الوعي: يفتقر الكثير من الشباب إلى الوعي بخطورة المخدرات وآثارها المدمرة.
وتتعدد الآثار السلبية لانتشار المخدرات، منها:
تدهور الصحة العامة: يؤدي تعاطي المخدرات إلى العديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض الكبد والكلى والقلب.
العنف والجريمة: يرتبط تعاطي المخدرات بارتفاع معدلات الجريمة والعنف، بما في ذلك السرقة والقتل.
تفكك الأسر: يؤدي إدمان أحد أفراد الأسرة إلى تدميرها وتفككها.
تدهور الاقتصاد: يكبد إدمان المخدرات المجتمع خسائر اقتصادية فادحة، نتيجة لتكاليف العلاج والرعاية الصحية، وفقدان الإنتاجية.
الحلول المقترحة:
لمواجهة هذه المشكلة المعقدة، يقترح الخبراء مجموعة من الحلول، منها:
تضافر الجهود: يتطلب مكافحة المخدرات تضافر جهود الحكومة والمجتمع المدني والأفراد.
توعية المجتمع: يجب تكثيف حملات التوعية بخطورة المخدرات وأثارها المدمرة، خاصة بين الشباب.
علاج المدمنين: يجب توفير برامج علاجية فعالة للمدمنين، لمساعدتهم على التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية.
مكافحة التهريب: يجب تشديد الرقابة على الحدود لمنع تهريب المخدرات.
توفير فرص عمل: يجب توفير فرص عمل للشباب، للحد من شعورهم بالإحباط واليأس.
ختاما:
يمثل المؤتمر الدولي الأول لمواجهة المخدرات في العاصمة عدن خطوة مهمة في طريق مكافحة هذه الآفة المدمرة. ويأمل المنظمون أن يساهم هذا الحدث في وضع خارطة طريق لمواجهة هذه المشكلة المعقدة، وحماية المجتمع من آثارها السلبية.