حيثما وليت وجهك لن ترى سوى الموظفين مع المنظمات تعلو على وجوههم البشاشة والهيئة واللباس المنظم والحقيبة المعلقة على عاتق كل موظف مع المنظمات المنتشرة وبكثافة في كل مكان .
وعندما ترى مشروع مياة وبناءفصول دراسية حديثة ، وكذا طحين ودباب زيت وحاجيات اخرى يحملها مواطن وتسال عن الممون وصاحب الدعم ياتيك الجواب من المنظمة الفلانية وما اكثر الاسماء للمنظمات العاملة في بلدي .
تنتابني الحسرة وقلبي يكاد ينفطر وانا ارى مثل هذه الافعال رغم انها تسد حاجة المواطن والذي لايشعر بخطرها في قادم الايام ولكن مع ذلك اراه معذور عندما يمسي ويصبح وفكره وحديثه عن المنظمات من دون ذكر الدولة والتي لم تقدم له مثلما تقدم له المنظمات وفي ذلك مصيبة مالم تتحاشاها الجهات العليا في الدولة .
ما اخشاه هو ان يستمر السيناريو الذي اطاح بجمهورية الصومال واذاق شعبها الويلات بعد ان كانت من اغناء الدول في الثروة الحيوانية والاراض الزراعية ، ومع ان الدولة لم تستغل مقدرات ارض الصومال الاستقلال الامثل حينما ذهب ولاة الامر هناك وراء امور اخرى منبهرين بزهلقات مايشاهدونه من ترف في الدول التي يقومون بزيارتها وفي ذلك ما اعمى بصيرتهم وجعلهم يمضون على طريق اسقاط دولتهم عندما لم يعد ايً من المسؤولين هناك يقدر النعمة التي تعيشها البلاد ويقدم شكره لله ويعمل على اصلاح الخلل وتنمية الموارد وترشيدها بالطرق الاكثر فائدة في الاصلاح والنمو ، ومن هنا ترك الحبل على الغارب للعابثين بالامن القومي للدولة وحينما انهكها الفساد وعند هذه الحالة وجد اعداء الامة ظالتهم فارسلوا واردهم لمساعدة ضعفاء النفوس على تدمير ماتبقى من هيكل الدولة التي اصبحت عاجزة عن القيام بواجبها تجاه المواطن الذي اصابه الجوع واصبح ينظر الى من يقدم له حاجياته وهناء جاء دور المنظمات لدعمه بالفتات بعد ان اصبح عاجز عن العمل في ظل افتقار البلد للمشاريع التي كانت تقوم بها الدولة وذلك بعد غزو المنظمات لارض الصومال التي اصبح شعبها خامل وليس له من باب يطرقه سوى طريق المنظمات التي تملكت فكره حتى قضت على نمط حياته الاصيل من القناعة والولاء للوطن والارض واصبح يراه فيما تقوم به المنظمات من الدعم اليسير والذي يراه كاف ليستقيم عوده ولم يدرك ان تلك المنظمات تعمل على تدمير مقوماته حينما يرى القائمون عليها بانه حان الوقت لتسحب البساط واثارة الفتن وذلك بعد ان تسحب الدعم عن هذا وتوقف العمل هنا او هناك ليتصارع الناس فيما بينهم ويدب الخلاف في المجتمع ويصبح الاقرباء يتناحرون على مايصل من الدعم الذي اصبح يتضائل بينما الكثير من الناس قد زجت اسمائهم في الكشوفات واستلموا الدعم لمرة ولمرات وكيف لهم بعد ان الفت قلوبهم السكوت وعدم المزاحمة على القليل من الدعم الذي اصبح لايكفي للكل ، عندما رفعت المنظمات الدعم لغرض الفتنة حتى ضاع الصومال وعاش شعبه مرحلة التيه مشرد في اصقاع الارض لما يقارب الثلاثة عقود ، نسال الله ان يصلح حال شعب الصومال بعد المعاناة .
ومن هنا ننبه القيادة العليا وبعد ان يطالعوا مذكرات الشعب الصومالي فيما حصل لهم عندما تركوا المنظمات تسرح وتمرح في الارض بدون حسيب ولارقيب وكيف كانت النتائج بعد ان غابت الدولة وحلت المنظمات بديلاً لها .
ولناخذ العبرة ياحكومة قبل ان يقع الفاس في الراس ويصعب لملمة الشعب في حال لم تقوم الحكومة بواجبها تجاهه وعندما يرى ان الدعم المسيس والذي تقوم به المنظمات ارحم من الدولة الفاشلة تجاة شعبها وهي من اوصلته الى مرحلة الانزلاق واللهث وراء من يريد اهلاك الحرث والنسل على مهل ونار هادئة ستلسع الكل مالم تصحصح الحكومة الموقرة .