في عهد الدكتور معين عبدالملك الذي لم نترك أي لفظة للفساد إلا ونعتناه بها كانت الرواتب تأتي في وقتها وكانت الظروف المعيشية في انهيار، ولكن ليست بالانهيار الحاصل اليوم، ومن هنا نستطيع القول إن بن مبارك قد فشل في قيادته للحكومة وبامتياز.
نعم فشل الدكتور أحمد عوض بن مبارك، وتطلب الأمر تغييره ليأتي غيره أكثر سوءًا ليقضي على هذا الشعب، وليطلق عليه رصاصة الرحمة، نعم الشعب اليوم يأكل وجبة واحدة وهي وجبة حافة جافة، فهل سيأتي رئيس حكومة فيه رأفة ليطلق رصاصة الرحمة على هذا الشعب، ليتخلص من هذا الذل والمهانة التي هو فيها؟
قد يقول قائل: قفوا مع بن مبارك فهو يواجه تحديات كثيرة، فنقول له: وهذا الشعب يواجه تحديات أكثر فصاحب الدكان الذي يرفض حتى النظر لتقسيمات وجه الموظف تحد لا يعدله أي تحد، ويواجه صلف صاحب المنزل الذي يطالبه الإيجار نهاية كل شهر، ويواجه مصائب جمة، فمن سيقف في صف هذا الموظف المغلوب على أمره؟
اتصل بي أحد الزملاء، فقال: شي راتب؟ وقال بصوت فيه نبرات بكاء مكبوت صاحب البيت يريد الإيجار وإلا سيطردنا، وآخر يقول: وبصوت تخنقه العبرة، كمل الرز والدقيق، وناقص نشحت، وآخر يريد سلف والحال من بعضه.
أين الزعيم؟ أين الذي كان إذا ارتفع في المواد الغذائية ريال، زاد في الراتب ريالين؟ أين أبو أحمد؟ أين الرئيس الذي انتهت أحلامنا بعد ذهابه، فقد توقفت أحلامنا اليوم عند الرز والدقيق، قد يقول قائل: هو سبب ما نحن فيه، فأقول: ألا يستطيع قادتنا وساستنا إعادة الأمور إلى نصابها، أم أننا سنظل ندور في دائرة أنه سبب ما نحن فيه؟
نعم لم تعد لنا أحلام إلا الحصول على قطمة رز وقطمة دقيق، فآه منا من عصاة شبعنا على زعيمنا وقلنا: الشعب يريد إسقاط النظام، فسقط النظام وحلت الفوضى، وجاء الفوضويون ليحكمونا، فناموا في بلاد خصومنا وتركونا نواجه الجوع والفقر والمرض.
يا حكومة نفد الشحن، فأين الراتب؟ خلص الرز والدقيق والزيت، نفدت الأدوية للأمراض المزمنة، ولم يجد المريض ما يخفف به أوجاعه، ولم يجد الفقير ما يقيم به صلبه، وأصبحنا مثل البطارية التي نفد شحنها نئن ونئن ونئن.