يقود الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو جهودًا غير مسبوقة في أميركا اللاتينية لدعم القضية الفلسطينية، متحديًا السياسات الإسرائيلية والدعم الدولي لها.
مواقفه الحازمة تمثل نداءً للمجتمع الدولي للوقوف في وجه إسرائيل والإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون، مؤكدًا أن الإنسانية لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام الجرائم المستمرة.
أكد بيترو أن بلاده ملتزمة بقرارات المحكمة الجنائية الدولية، مشددًا على أن كولومبيا ستعتقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق يؤاف غالانت إذا زارا البلاد، وذلك امتثالاً للقانون الدولي.
وفي مقابلة تلفزيونية، وصف بيترو رفض الولايات المتحدة الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية وقراراتها بأنه “مؤيد للفظائع”، معتبرًا أن الدول الكبرى تتجاهل القانون الدولي وحقوق الإنسان.
وأضاف أن هذه الدول تسعى لفرض سيطرتها العالمية عبر إشعال الحروب وزيادة التوترات، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس حرب إبادة في غزة بهدف منع قيام وطن للفلسطينيين.
وقال بيترو: “ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب، بل رسالة تخويف من دول الشمال إلى الجنوب بأكمله”، مؤكدًا أن الشعب الكولومبي، الذي عانى من العنف والقتل، يتفهم بشكل أعمق الإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون، ويعيش تأثير المشاهد المروعة التي تأتي من غزة.
مواقف وتصريحات حاسمة
ومنذ بداية العدوان على غزة، وصف الرئيس الكولومبي الممارسات الإسرائيلية بأنها “إبادة جماعية”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري. وأعلن بيترو سلسلة من الخطوات الجريئة لدعم الشعب الفلسطيني، أبرزها:
• أغسطس الماضي: توقيع مرسوم يحظر تصدير الفحم الكولومبي إلى “إسرائيل”، مبررًا ذلك بأن الفحم يُستخدم لصنع القنابل التي تقتل أطفال فلسطين.
• فبراير الماضي: تعليق صفقات شراء الأسلحة من الاحتلال عقب مجزرة الطحين في غزة، حيث استشهد 118 فلسطينيًا أثناء انتظارهم قافلة مساعدات قرب دوار النابلسي شمال القطاع.
• مايو الماضي: قطع العلاقات الدبلوماسية مع “إسرائيل”، معلنًا في مسيرة بالعاصمة بوغوتا: “حكومتي، حكومة التغيير، قررت غدًا قطع العلاقات مع (إسرائيل) لأن حكومتها ورئيسها يرتكبان الإبادة”.
رفض للابتزاز وضغوط اللوبيات
تحدث بيترو عن الضغوط التي تعرضت لها بلاده بسبب مواقفها تجاه العدوان على غزة، مشيرًا إلى تحركات لوبيات البنوك لمعارضة هذه المواقف.
وأوضح أن كولومبيا اتُهمت بمعاداة السامية بسبب موقفها من “إسرائيل”، لكنه أكد أن هذا الاتهام باطل، قائلاً: “الفلسطينيون والعرب ساميون أيضًا”.
وأشار بيترو إلى أن الدول التي تراهن على الدعم الغربي قد تجد نفسها معزولة وخاضعة للخيانة، مستشهدًا بأوكرانيا ودول في أوروبا الغربية.
وأضاف أن كولومبيا لن ترضخ للابتزاز الدولي، وستظل تدافع عن حقوق الشعوب المضطهدة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.