بدا رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك سعيد، وكأنه في سباق مع الزمن لإعادة الحياة إلى العاصمة المؤقتة عدن وتهيئة المناخ المناسب لعودة الحكومة المرتقبة، تنفيذاً لاتفاق الرياض، فبعد يومين فقط من وصوله، اجتمع الدكتور معين مع قيادة وأعضاء السلطة المحلية والمكتب التنفيذي لمحافظة عدن، ملقياً كلمة وصفها محللون بالـ"هامة" نظراً لما تضمنته من محاور، بالإضافة إلى تأكيد رئيس الوزراء فيها على عودة الحكومة الشرعية في أقرب وقت، وغيرها من المحاور الأخرى التي تناولت أبعاد المرحلة الحساسة والظروف الاستثنائية الحالية، ومستقبل البلاد بشكل عام.
فرصة ذهبية
واستهل الدكتور معين عبدالملك كلمته بالتأكيد على أن عدن باتت أمام فرصة ذهبية لاستعادة مكانتها العظيمة وتاريخها المشرق .. وتعهد بتحويل عدن الى ورشة عمل في البنية التحتية، وجعلها مكاناً مشجعاً للاستثمار يستقطب رأس المال المحلي والعالمي، لكنه شدد في الوقت نفسه على أهمية تعاون الجميع لترسيخ استقرار عدن وأمنها، وأن أي جهة لن تتعاون مع الحكومة من أجل الاستقرار فستضيع فرص المحافظة في النهوض وتهدر مستقبل أبناءها.
عودة الحكومة
وخلال الكلمة، أشار رئيس الوزراء إلى ان عودة الحكومة الى العاصمة المؤقتة عدن هو أول استحقاقات اتفاق الرياض الذي وصفه بـ" التاريخي"، قائلاً إن الحكومة انتهت من إعداد مصفوفة تدخلات عاجلة لمعالجة المشكلات التي تراكمت منذ بداية أحداث التمرد في عدن أغسطس الماضي، وسيجري تنفيذها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عودة الحكومة بالتعاون مع السلطة المحلية، ودعى جميع الأطراف لشحذ الهمم والعمل الجاد من اجل أبناء عدن.
وقال رئيس الوزراء: ان الحكومة سوف تكون معهم دائما، وجدد الدكتور معين تأكيده على التزام الحكومة بتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي، المشددة بتنفيذ جميع ما نص عليه اتفاق الرياض، وعزم الحكومة على تنفيذه حرفياً.
.
رسالة مضمنة
وفي مابدا أنه رسالة من الشرعية إلى الجهات الغير راضية عن اتفاق الرياض، أكد رئيس الوزراء بأن الدولة بكل مقدراتها وأجهزتها تعتبر إعادة الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي وتفعيل الخدمات في العاصمة عدن من أهم أولوياتها في المرحلة المقبلة، لما تمثله عدن - وفق ما جاء في الكلمة - من نموذج ملهم في التاريخ اليمني الحديث كمركز للالتزام بالنظام والمدنية والتعايش والثقافة والفنون.
ضمانات سعودية
الدكتور معين عبدالملك، أشار أيضاً إلى ثقته بأن المملكة العربية السعودية هي الضامن لتنفيذ جميع بنود الاتفاق وآليته المزمنة، منوهاً بالدور الاخوي الصادق للمملكة العربية السعودية والمتسق مع مبادئ الأخوة والجوار والعلاقات التاريخية.
واضاف رئيس الوزراء: "ليس مستغرباً على الأشقاء في المملكة العربية السعودية قائدة تحالف دعم الشرعية في اليمن، هذا الدعم السخي الذي لم ينقطع خلال العشر سنوات الماضية حيث كانت دائما وأبدا مواقف المملكة الى جانب الدولة والشعب اليمني بدءاً بالمبادرة الخليجية وقيادتها للتحالف من اجل تحرير اليمن من قبضة مليشيات الحوثي الإجرامية المدعومة من ايران، ودعمها الاقتصادي السخي الذي منع انهيار العملة والاقتصاد، وصولاً الى رعايتها لاتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي".
وفور وصوله إلى عدن برفقة عدد من الوزراء، رحب الاتحاد الأوروبي على لسان المتحدث باسمه، بهذه الخطوة ، قائلاً إن عودة الشرعية إلى عدن هي الخطوة الأولى في تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي،
وأضاف المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن أوروبا تأمل في الامتثال بأحكام الاتفاق وإبداء التعاون بإخلاص على أرض الواقع لضمان تنفيذ الاتفاق بسلاسة وفي وقته، مؤكداً أن الاتحاد سيواصل توطيد التعاون الثنائي مع الحكومة اليمنية الشرعية ، وسيقدم دعمه الكامل للمبعوث الخاص للأمم المتحدة، حسب ما جاء في البيان.