ألقي معالي وزير الزراعة والري والثروة السمكية،
اللواء/ سالم عبدالله السقطري، كلمة الجمهورية اليمنية، أليوم، في "المنتدى السياسي" المنعقد في العاصمة الأثيوبية، اديس ابابا، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي "عالم بلا جوع، الذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) ومفوضية الاتحاد الأفريقي وحكومة أثيوبيا.
وأكد الوزير السقطري، في مستهل كلمته مايكتسبه المؤتمر من أهمية بالغة، لانعقاده في ظروف أكثر تعقيداً مما قد مضى، بفعل توسع دائرة الصراعات في مناطق مختلفة من العالم، موضحا انه قد تعددت أشكال تأثير التغيرات المناخية والظواهر الجوية المتطرفة والكوارث الطبيعية، ناهيك عن ضعف السياسات العامة، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، نتج عنها تزايد حالات انعدام الأمن الغذائي في مناطق مختلفة من دول العالم.
وعبر الوزير، عن أسفه لما تشهدة مناطق كثيرة في العالم خلال السنوات الاخيرة، من تراجع سلبي في مستويات انعدام الأمن الغذائي، مبينآ ان المعطيات تؤكد ان (733) مليون نسمة في العالم يعانون من الجوع، مشيرآ كذلك الى الصدمات المتتالية التي تتعرض لها بلادنا، والتي من أبرزها الحرب التي افتعلتها المليشيا الحوثية، ومواجهة الإرهاب، وآثار التغيرات المناخية من أعاصير وفيضانات، وكذا جائحة كوفيد 19_ والحرب الروسية الأوكرانية، وأخيراً احتدام المواجهات في فلسطين ولبنان مع إسرائيل، وإقدام المليشيات الحوثية على عسكرة البحر الأحمر، لافتآ الى انها قد ألقت بظلالها على الامدادات الغذائية، خاصة السلع الغذائية الأساسية وارتفاع أسعارها.
واوضح .. ان هذه الصدمات شكلت محركات اساسية لتزايد حالات انعدام الأمن الغذائي التي بلغت حوالي (17) مليون انسان يمثلون نحو (53%) من سكان اليمن، وحوالي أثنين مليون طفل دون الخامسة وامرأة حامل ومرضع تعاني من سوء التغذية، ونزوح داخلي بلغ أكثر من (4) مليون فرد، واضاف .. وفوق كل تلك المعانة، إلا ان بلدنا يستقبل اعداد كبيرة بعشرات الآلاف من المهاجرين الغير شرعيين، مؤكدآ انها تقدم لهم الرعاية بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية، معبرا عن تقديره لجهود الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الدولية تقديم المساعدات، والوقوف إلى جانب الحكومة اليمنية في التحول التدريجي من الإغاثة إلى التنمية المستدامة.
كما أكد في صياغ كلمته، حرص الحكومة اليمنية حشد الدعم واستغلال الموارد المتاحة لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجه بلادنا، والإجراءات المتخدة في القطاعين الزراعي والسمكي، وفي تشجيع زراعة الحبوب المحلية، وتعزيز سبل العيش الريفي من خلال تطوير المهارات المختلفة، وإعادة تأهيل البنية التحتية للاصطياد السمكي، وتعزيز نظام الرقابة والجودة، ودعم صغار المزارعين بالبذور المحسنة، والإرشاد الزراعي المجاني، ودعم تمكين المرأة الريفية، وتطوير طرق حصاد مياه الأمطار، وبناء السدود والحواجز المائية المختلفة، واضاف انه .. لاتزال هناك حاجة كبيرة لتنمية القدرات وتوفير التمويل الكافي لاستمرارية هذا التحول ليشمل عدد أكبر من المستفيدين.
واستطرد الوزير السقطري قائلآ: إن ما ينتجه العالم من الغذاء يكفي لإطعام كل سكان الكوكب، وان الشعوب التي تعاني من الجوع هي ضحية الصراعات وسوء السياسات، وان الحل هو وقف الصراعات والتمسك بمبدأ السلام باعتبارة الوسيلة المثلى للقضاء على الجوع ودعم إصلاح السياسات الاقتصادية للدول الأقل نمواً ومنها بلادنا، مشددآ حرص اليمن على مواصلة توطيد كافة سبل التعاون الثنائي والمتعدد الاطراف للتحول التدريجي من الجهد الانساني إلى الجهد التنموي وتحسين الأمن الغذائي.
وقدم وزير الزراعة والأسماك، في ختام كلمته، الشكر والتقدير للجهود المبذولة لإنجاح فعاليات المؤتمر، وخص بالذكر، منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، ومفوضية الاتحاد الافريقي، والحكومة الاثيوبية البلد المستضيف.
رافقه بالمنتدى كل من سعادة السفير/ يحيى علي الارياني، سفير بلادنا لدي أثيوبيا، ود. خضر بلم عطروش، رئيس السكرتارية الفنية للأمن الغذائي.