إن محاولة أبراز إعلان تكتل أحزاب اليمن هو محاولة اعادة مشروع الفشل واطالة الازمة وخاصة عند تبني احد اهدافه الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه متجاهلا الواقع المعاش ومخرجات اتفاق الرياض وتشكيل المجلس الرئاسي إلذي يعطي قضية شعب الجنوب اولوية واساس في مفاوضات الحل الشامل وبمثل هذا الفعل فان الهدف المعلن لهذا التوجه لمحاربة الحوثي والهدف الخفي ضد توجهات شعب الجنوب لذا فان هذا الإعلان قوبل بقدر كبير من الشكوك والانتقادات، لا سيما في ظل التطورات الأخيرة، وتحديداً اتفاق الرياض ومجلس القيادة الرئاسي الذي اعترف بخصوصية قضية شعب الجنوب. وبالتالي فان الحديث عن وحدة اليمن في ظل هذه الظروف يعد ضرباً من الخيال، فهو يتجاهل الواقع المعاش على الأرض، ويتنافى مع تطلعات الشعب الجنوبي الذي يطمح إلى مستقبل أفضل. فالشعب الجنوبي يطالب بحقه في استعادة دولته، وقد أظهر ذلك بوضوح خلال السنوات الماضية، ولا يمكن تجاهل هذا الحق المشروع، كما أن الحديث عن سلامة الأراضي اليمنية يتناقض مع الواقع الميداني، حيث تسيطر مليشيا الحوثي على مساحات واسعة من الأراضي اليمنية، وتقوم بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ومن غير المعقول الحديث عن سلامة الأراضي اليمنية في ظل هذا الوضع. كما ان هذه التكتلات الحزبية الجديدة لا تمتلك أي حاضنة شعبية، وهي عبارة عن مجموعات من السياسيين الذين فروا من المعركة مع الحوثيين، وتجمعوا في الخارج. فكيف لهذه الجهات التي أثبتت فشلها في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد أن تتبنى حلولاً للأزمة اليمنية؟ إن هذه التكتلات لا تسعى إلى خدمة مصالح الشعب الجنوبي واليمني، بل تسعى إلى الحفاظ على مصالحها الضيقة، وإطالة أمد الصراع، والاستفادة من الأزمة اليمنية، وهي تعمل كأداة في يد القوى التي تسعى إلى تحقيق أجنداتها الخاصة.
في الاخير يمكن القول إن تكتلات الأحزاب اليمنية الجديدة لا تمثل أي مستقبل لا للجنوب او لليمن، وهي عبارة عن محاولة يائسة لإعادة إنتاج الفشل في الماضي واستهداف بشكل رئيسي للشراكة في المجلس الرئاسي، فالشعب الجنوبي واليمني يطمح إلى مستقبل أفضل، ويأمل في أن يتخلص من هذه الأحزاب التي أثبتت فشلها، وأن يبدأ مرحلة جديدة من البناء والتعمير.