في ظل الحديث عن تحركات سياسية مرتقبة في العاصمة عدن تجمع الأحزاب اليمنية برعاية المبعوث الأممي، حذر أديب العيسي، رئيس منتدى الشراكة الوطنية، من خطورة هذه الخطوات إذا لم تأخذ القضية الجنوبية بعين الاعتبار.
واعتبر العيسي أن أي محاولات للتوصل إلى حلول دون الاعتراف بخصوصية الوضع الجنوبي ستؤدي إلى تعميق الأزمة بدلاً من حلها.
وفي تصريحه، قال العيسي: “جهود المبعوث الأممي، رغم نواياها لإحياء مسار السلام وبناء توافق، تواجه تحديات جذرية بسبب انعدام الثقة بين الأطراف وتباين المصالح. هذه التحركات تبدو كنسخة مكررة من الاجتماعات السابقة التي أُجريت في صنعاء، والتي لم تسهم في منع انهيارها لذا، نخشى أن تؤدي اجتماعات عدن إلى مصير مشابه إذا لم يتم التعامل معها بحذر لمنع الأحزاب من تأجيج الصراع وتكريس الحرب".
وأضاف العيسي موضحًا أهمية القضية الجنوبية: “لا يمكن لأي جهود لحل الأزمة أن تكون فعالة دون الاعتراف بقضية الجنوب بأبعادها التاريخية والسياسية. يجب على هذه الأحزاب أن تقدم اعتذارًا واضحًا عن حربي 1994 و2015 تجاهل هذه الحقائق يُعد قفزًا على الواقع واستفزازًا للشعب الجنوبي الذي يتطلع لاستعادة دولته".
وأكد العيسي أن نجاح جهود السلام يتطلب خطوات جدية لبناء الثقة وتقديم حلول واقعية تلبي تطلعات الجنوبيين. ودعا المبعوث الأممي والأطراف السياسية إلى تبني رؤى جديدة وتقديم تنازلات تسهم في إحلال السلام الحقيقي، قائلاً: “إذا كانت عدن هي المحطة الجديدة لتحقيق السلام، فيجب أن تدرك جميع الأطراف أن الاستقرار يبدأ من الاعتراف العادل بقضية الجنوب والانخراط في حوار جاد وشامل يهدف إلى تقديم حلول ملموسة.”
ختامًا، شدد العيسي على أن معالجة الأزمة اليمنية تتطلب حلولًا بعيدة عن التحركات الدعائية، وأن مسار السلام في اليمن لن يكتمل دون إنهاء الممارسات السابقة التي عرقلت التقدم نحو سلام مستدام."