في واحدة من المناسبات الفنية المميزة في القاهرة، يستضيف مركز "درب 1718" للثقافة والفنون، في الثامنة من مساء اليوم، حفلاً خاصاً بالأغنية اليمنية، تحييه فرقة "راديو يمن" الغنائية. وتقدم الفرقة مجموعة متنوعة من الأغاني اليمنية التراثية والمعاصرة، حيث تعتبر الأغنية اليمنية أصل الغناء الخليجي.
يذكر أن فرقة "راديو يمن" تتكون من الفنانة زينب أبو طالب، وعازف العود محمد هجري، وعازف الإيقاع مارشيل بوديكر، وعازفة الإيقاع أيضاً ماريا كاي.
وتتعدد أنماط الغناء اليمني وفقاً للجغرافيا اليمنية وتقاليد أهلها الفنية؛ مثل: الغناء الصنعاني، والحضرمي، والعدني، واللحجي، واليافعي، والتهامي، والتعزي. وهي في العادة تمتاز بإيقاعاتها الراقصة المميزة والصعبة.
ويعد الغناء الصنعاني، نسبة لمدينة صنعاء، من أشهر أنواع الغناء، والذي يعتمد على الشعر الحميني. وهو شعر عامي لا يلتزم بالفصحى وقواعدها. وكان الأديب مصطفى صادق الرافعي قد اقترح تسميته بـ "الموشح الملحون" لمزجه بين الشعر والموشح. وعادة ما تدور قصائد الشعر الحميني حول الحب والغزل.
ويقابل لفظ الشعر الحميني في باقي أنحاء شبه الجزيرة لفظ الشعر النبطي، أو الزجل في بعض البلدان العربية الأخرى. ووفقاً للدكتور عبد الجبار نعمان باجل فإن تسمية الشعر الغنائي اليمني بهذا الاسم تعود إلى قرية الحمينية التابعة للحديدة. وهناك العديد من المدارس الفنية في الشعر الحميني، ومن أشهر شعرائها التاريخيين: القاضي علي بن محمد العنسي، والأمير أحمد بن فضل العبدلي، وحسين بن أبي بكر المحضار وغيرهم.
أما عن أشهر الآلات الموسيقية اليمنية؛ فهناك "العود الصنعاني" و"الصحن". العود الصنعاني يتكون من أربعة أوتار، وبطن، وذراع مغطاة بجلد الماعز ومرصّعة بالنحاس، وفي أعلى ذراع العود توجد مرآة اختلفت التفسيرات حولها، بعضهم يقول إنها وجدت لكي يطمئن الفنان على هندامه قبل بداية الغناء.
وقد انتشر العود اليمني في كل المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا وجزر القمر. وأما آلة الصحن وكانت تسمى قديماً "صحن المميا"؛ فهي آلة إيقاعية من الحديد أو النحاس، ويكون الصحن اليمني على الأكف ويعزف عليه بطرف الأنامل بشكل عمودي من الأسفل إلى الأعلى. ويختلف عزف الرجال عن عزف النساء، اللاتي يعزفن عليه بخفة بخاصة في المناسبات والأعراس.
وقد اهتم كثير من الباحثين الأجانب والمستشرقين بالغناء اليمني، مثل الباحث الفرنسي جان لامبير الذي قدم دراسة عن هذا الفن في أربعة أجزاء، ناقش فيها مفهوم الطرب والغناء المصاحب للرقص، ووصف أغاني الشعر الحميني والآلات المصاحبة له، كما قدم فصلاً حول الموسيقى والضوابط الاجتماعية والمعايير الدينية التي تلقي بظلالها على ممارسة الغناء والموسيقى في اليمن، وغير ذلك من القضايا الفنية ذات الصلة.