أصبحت سمعة إيران في المحك اليوم لدى أنصارها قبل أعدائها بعد ان فقدت مصداقيتها في نصرة أذرعها في المنطقة والمعروفة بمحور المقاومة والتي دخلت الحرب مع إسرائيل تحت ذريعة إسناد غزة
منذ عقود وإيران تمد أذرعها في المنطقة بالسلاح تحت يافطة تحرير فلسطين والقدس من الإحتلال الصهيوني واستخدمت تلك الأذرع الأسلحة الإيرانية في قمع شعوب المنطقة لتدمر العراق وسوريا واليمن ولبنان بينما لم تستطع تلك الأذرع اليوم ستر عورتها وحماية قياداتها وجنودها وأسلحتها من صلف الصهاينة الذين دمروا خلال ليال وأيام ما شيدته وبنته أذرع إيران من ترسانة أسلحة ودفاع منذ سنوات و عقود وعلى مرأى ومسمع دولة الخميني
ضُربت إيران في عمقها الأسترتيجي وضربت سفاراتها وأغتيل علماؤها النوويين من قبل إسرائيل ولم تحرك إيران ساكن وكل ما يصدر منها فقط مجرد فرقعة تصريحات نارية بالرد في الوقت والزمان المناسبين امتصاصاً لغضب شعبها وأنصارها
أُغتيل موسوي وقاسم سليماني وقتل إسماعيل هنية في عقر دار إيران وكانت ردة فعل إيران تمثيليات مسرحية هزلية و تهديدات إعلامية لا تساوي الحبر الذي كتبت به
فكل ما استطاعت إيران القيام به وفعله أن جعلت من أذرعها في المنطقة عصي وهروات لضرب الدول العربية وأنظمتهاوزعزعت أمنها واستقرارها
جعلت إيران من أذرعها ورقة ضغط لبرنامجها النووي لتكون كبش الفداء لأجله فما نراه اليوم في لبنان من تضحية بقيادات الصف الأول للذراع الأيمن لإيران حزب الله خير شاهد وخير برهان
تستخدم إيران أذرعها وفق مصالحها وأطماعها فحين تم الضعط عليها بسبب برنامجها النووي وحصارها من أمريكا والغرب أججت فتيل حرب 2006م وقدمت الدعم اللازم لحزب الله وأستطاع الذراع الأيمن لإيران استعراض قدراته العسكرية من صواريخ ومسيرات ومجابهة دولة العدو الإسرائيلي عند محاولة اجتياحه لجنوب لبنان ليلحق حزب الله الهزيمة بجيش العدو حينها
بينما اليوم وبعد الهجوم البربري الإسرائيلي الأخير على لبنان نرى عجز تلك القدرات العسكرية لحزب الله من صواريخ ومسيرات عن ردع إسرائيل بعد انفتاح إيران على الغرب ودخولها في مفاوضات مع امريكا لمنع نشوب حرب أقليمية وتحسين وضعها الاقتصادي واختيارها الإصلاح بديلاً لشعارات الثورة
تعدت إسرائيل ما سمته إيران يوماّ الخطوط الحمراء تجاه محور المقاومة بعد التصعيد الأخير على لبنان في ظل صمت إيراني محزي تجاه ذراعها الأيمن الذي أصابه الشلل بعدقطع رأسه وقصقصة أجنحته من قيادات الصف الأول للحزب
لم يخطر ببال أحد أن تتمادى إسرائيل في غيها لتغتال الرجل الاول في الحزب وفتى إيران المدلل في المنطقة حسن نصر الله ليكون الرد الإيراني مجرد الإعلان عن الحداد لمدة خمسة أيام على مقتله لتوطي وتغلق صفحة حسن نصر الله كما طوت وأغلقت صفحات موسوي وسليماني وهنية وغيرهم من قادة أذرع إيران
فمتى ستدرك أذرع إيران وفصائلها في المنطقة العربية أنها مجرد اوراق تستخدمها إيران خدمة لمصالحها وأطماعها في المنطقة وأنهاسترمى إلى مزبلة التأريخ بعد انتهاء صلاحيتها
فإيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة ولن يكون هناك اي رد إيراني على إسرائيل وإن ولج الجمل سم الخياط