حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تنظيم “بي كي كي/ واي ي جي” الإرهابي في سوريا، المدعوم أمريكيا، من مصير مشابه للحكومة الأفغانية التي وثقت بالولايات المتحدة.
جاء ذلك في لقاء، على هامش الإعداد لفيلم وثائقي بعنوان “جسور إلى الشرق”، حسبما نقل مراسل الأناضول، الاثنين.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة تستخدم تنظيم “بي كي كي/ واي ي جي” الإرهابي في خططها بسوريا.
وحذر التنظيم من مصير مشابه للحكومة الأفغانية التي وثقت بالولايات المتحدة الأمريكية، (قبل عودة طالبان لحكم البلاد).
وأشار لافروف إلى وجود وحدات عسكرية أمريكية في سوريا “تؤثر بشكل مباشر على الوضع” فيها.
ولفت إلى أن الأمريكيين لم يحلوا مشاكل الحرب ضد الإرهاب في هذه المنطقة وحاولوا إنشاء “شبه دولة”.
وذكر أن “الأمريكيين وأتباعهم يستخرجون النفط والغاز الطبيعي وينتجون الحبوب، وهذه الأموال لا تذهب إلى ميزانية سوريا، بل تستخدم لتشجيع الانفصالية وإنشاء شبه دولة”.
وقال: “الأمريكيون يستخدمون الأكراد في ألاعيبهم الخاصة . يجب على الأكراد أن يفهموا أن مستقبلهم هو في سوريا الموحدة”.
وأضاف: “في اتصالاتنا مع الأكراد، نذكِّرهم بما أصاب الحكومة الأفغانية التي قررت أن تثق بوعود الولايات المتحدة، تركهم الأمريكيون وشأنهم بين عشية وضحاها”.
العلاقات بين دمشق وأنقرة
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن تركيا أكدت على وحدة أراضي سوريا وأنها ستبقى في هذه الأراضي مؤقتا حتى يتم حل مشكلة الإرهاب.
وأوضح أن “دمشق حاليا تتصرف بحذر في موضوع تحسين علاقاتها مع تركيا بسبب مواصلة تركيا عملها في منطقة خفض التوتر بإدلب، وإطلاق عمليات ضد المتطرفين الأكراد الذين يحاولون إثارة المشاكل على الحدود السورية”.
وقال: “تعتقد الإدارة السورية أنه يجب اتخاذ قرار واضح بشأن الانسحاب النهائي للقوات التركية من سوريا”.
وأضاف: “الأتراك مستعدون لذلك، لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن معايير معينة”.
وأردف: “وهنا لا بد من العمل على موضوعات مثل عودة اللاجئين، وتدابير تقضي على الإرهاب وتزيل الحاجة إلى وجود القوات التركية”.
“حماس جزء من الشعب الفلسطيني”
وحول لبنان وفلسطين، قال لافروف إن إسرائيل ارتكبت أعمالا عدوانية ضد لبنان في عام 2006 وحاولت حل مشاكلها باستخدام القوة.
ولفت إلى أن “إسرائيل تحاول إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية ليس من خلال المفاوضات بل باستخدام القوة”.
وشدد على أن “إسرائيل تهدف إلى تدمير حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين”.
وقال: “هذا بالتأكيد ليس نهجا واعدا. فكما أن حماس جزء من الشعب الفلسطيني، فإن حزب الله هو أيضا جزء من الشعب اللبناني”.
وأضاف: “المشاكل التي تراها إسرائيل عقبة أمام وجودها السلمي لا يمكن حلها عن طريق الأساليب القسرية”.
وأكد على ضرورة تنفيذ القرارات المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، موضحا أنها السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن المستدامين على المدى الطويل لإسرائيل.
وصرَّح لافروف بأن إسرائيل لا تلتزم بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بفلسطين.
وقال: “من المؤسف أن تغض واشنطن الطرف تماما عن أي قرار تتخذه إسرائيل”.
وذكر أن “الولايات المتحدة تمنع أي اتفاق يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في مجلس الأمن الدولي”.
وفي معرض تقييمه لاحتمال نشوب حرب كبرى في الشرق الأوسط، قال لافروف: “يبدو أن الدولة الوحيدة التي تريد أن تتطور الأحداث بهذه الطريقة هي إسرائيل”.
وأضاف: “إسرائيل تريد استغلال الوضع لمحاولة حل جميع المشاكل المتعلقة بحماس وحزب الله والجماعات الموالية لإيران في سوريا والعراق وإيران بشكل نهائي”.
ورأى لافروف ان إيران ستقع فريسة للاستفزازات وستنجر إلى صراع واسع النطاق