تاريخ النشر: الاحد 01 سبتمبر 2024
- الساعة:16:05:09 - الناقد برس/تقرير/ محمد الزبيري
يحتفل الشعب الجنوبي غداً بذكرى الـ53 لتأسيس الجيش الجنوبي الذي تأسس في الأول من سبتمبر 1971م
إن أي نظرة لتاريخ الأمم والأوطان ستبين لنا أن ازدهار أي أمة أو دولة لن يتم إلا في وجود جيش قوي يحمي البلاد، ويضمن الأمن والاستقرار وهذا ما أدركه قادة الجنوب منذ اللحظة الأولى للاستقلال.
خلال سنوات قليلة استطاع الجنوبيون بناء قوة عسكرية ضاربة، وجيش محترف كان يصنف ضمن أقوى جيوش المنطقة.
جاءت نكبة الوحدة مع الجمهورية العربية اليمنية سنة 1990 ومعها بدأ مسلسل التآمر على الجيش الجنوبي عبر تشتيته وإرسال الألوية الجنوبية إلى مناطق القبائل، وسحب الأسلحة من الجنوب إلى محافظات اليمن، قبل أن تأت حرب صيف 94 وسقوط الجنوب تحت الاحتلال والقضاء على جيش الجنوب عبر تسريح الآلاف من الضباط وعشرات الآلاف من الجنود وفصلهم من الخدمة.
استطاع الرئيس الزبيدي ورفاقه وبعد عقود من الاحتلال والتدمير أعادة بناء مؤسسات الجيش الجنوبي، ليعود قوة عسكرية منظمة أثبتت قدرتها على حماية الجنوب وتحرير أراضيه، وتمكن من تحقيق انتصارات ساحقة في مواجهة قوات الاحتلال وعصابات الإرهاب.
لمحة تاريخية
في ال30 من نوفمبر 1967م بدأ التاريخ الحديث للجنوب بإعلان الاستقلال وقيام جمهورية اليمن الجنوبية.
ورثت الدولة الجنوبية مؤسسة عسكرية منظمة، قامت بريطانيا بتأسيسها والإشراف على بناءها قبل أن تتفاجأ بانحياز هذا الجيش إلى صفوف الشعب الجنوبي وثورته ضد المستعمر البريطاني.
تمكن الجنوب من بناء جيش وطني احترافي أصبح يصنف ضمن أقوى جيوش المنطقة.
كانت حربي 1972, و1979م مع جيش الجمهورية العربية اليمنية نموذجاً للقوة الساحقة للجيش الجنوبي حيث استطاع في كلا الحربين اكتساح الأراضي اليمنية وتدمير الجيش اليمني خلال ساعات.
شاركت القوات المسلحة الجنوبية في نصرة القضايا العربية وقضايا التحرر ومحاربة الاستعمار لكثير من الشعوب.
وقفت دولة الجنوب إلى جانب الشعب الفلسطيني حيث احتضنت الآلاف من الفلسطينيين وفتحت الكثير من مراكز التدريب لتأهيل المقاومة الفلسطينية.
شارك الجيش الجنوبي في حرب 1973م ضد الاحتلال الاسرائيلي وقام بإغلاق باب المندب امام في وجه الدول الداعمة للكيان الصهيوني.
في عام 1982 ساهم الجيش الجنوبي في الدفاع عن لبنان وصد الهجوم الصهيوني.
قوة ضاربة
في عام 1970م تم تأسيس أول كلية عسكرية في الجنوب في مدينة صلاح الدين بمديرية البريقى.
وفي 1سبتمبر من عام 1971م تخرجت أول دفعة من الكلية العسكرية.
كان هذا اليوم حدثاً تاريخياً في مسار تطور القوات المسلحة الجنوبية، ولهذا السبب تم إعلان هذا التاريخ كعيد لتأسيس الجيش الجنوبي.
وصل تعداد القوات المسلحة الجنوبية إلى ما يزيد عن 100000 ضابط وجندي بالإضافة إلى 60000 من القوات الشعبية والاحتياط العام
توزعت هذه القوات على أكثر نن من 40 لواء نظامي بين مشاة ودبابات ومدفعية وصواريخ وقوى جوية وبحرية،و18دائرة تابعة لرئاسة الأركان و3كليات للجيش والشرطة، ومدرسة بحرية و12 مدرسة تخصصية.
الوحدة المشؤومة وتدمير الجيش الجنوبي
بدأ مسلسل استهداف الجيش الجنوبي منذ اللحظة الأولى لإعلان الوحدة في 22 مايو 1990م
تعرضت القيادات العسكرية والسياسية الجنوبية لعمليات اغتيال واسعة حيث سقط اكثر من 150 قائداً جنوبياً خلال 4 سنوات وكان القوى الدينية المتطرفة ممثلة بحزب الإصلاح الإرهابي هي المنفذة لهذه العمليات القذرة بتمويل النظام الحاكم.
كان نظام الاحتلال اليمني قد أعد عدته لاستهداف الجنوب وتدمير الجيش الجنوبي حيث كان مشائخ الدين وقادة حزب الإصلاح يتحركون في مختلف الجهات للتحريض ضد الجيش والشعب الجنوبي.
حشد نظام الاحتلال اليمني آلاف الإرهابيين العائدين من أفغانستان أو من يطلق عليهم الأفغان العرب بهدف مواجهة قوات الجيش الجنوبي معززين بالفتاوى الدينية التي تبيح إبادة الجنوبيين باعتبارهم كفار يجوز قتلهم،لتنتهي الحرب بسقوط الجنوب وتدمير جيشه وتسريح مئات الآلاف من عناصر من الخدمة وإحالتهم للتقاعد القسري.
جيش الجنوب والمقاومة
ظلت جذوة المقاومة الجنوبية للاحتلال مشتعلة رغم حملات القمع والإرهاب التي شنها المحتل اليمني على كل جنوبي يرفض الظلم والقهر.
في عام 1996م تشكلت حركة تقرير المصير,,حتم,, والتي دشنت العمل المسلح ضد قوات الاحتلال فاندلعت مواجهات عسكرية شرسة وشن الإحتلال هجماته البربرية على المدن الجنوبية واعتقل الآلاف من المناضلين وصدرت الكثير من أحكام الإعدام وأهمها حكم غيابي بإعدام القائد عيدروس الزبيدي
في عام 2011 تأسست المقاومة الجنوبية كنواة للجيش الجنوبي وقامت بتنفيذ عمليات عسكرية موجعة ضد الإحتلال.
انخرط الآلاف من من منتسبو الجيش الجنوبي في صفوف المقاومة الجنوبية بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي وبدأت ملامح الجيش الجنوبي القادم تتشكل،وبدأ الجنوبيون يتطلعون نحو الحرية والاستقلال بأمل،بعد سنوات من الحراك السلمي الذي ووجه بعنف وقسوة بحيث سقط آلاف المتظاهرين شهداء وجرحى وامتلأت سجون الاحتلال بالأسرى والمعتقلين من ابناء الجنوب.
الرئيس الزبيدي وإعادة بناء الجيش الجنوبي
نجحت المقاومة الجنوبية في تحرير أغلب الأراضي الجنوبية بعد معارك شرسة خاضتها في مواجهة قوات الاحتلال.
بعد تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي حرص الرئيس على إعادة بناء القوات المسلحة الجنوبية وفق احدث الأسس والأنظمة العسكرية المحترفة.
وتحقيقاً لهذا الهدف بدأ الرئيس بتأسيس الألوية الجنوبية ودمج المقاتلين الجنوبيين وتوزيعهم على الوحدات العسكرية وتنظيم هذه الوحدات وترقيم أفرادها وصرف رواتبهم.
بذل الرئيس الزبيدي جهوداً مضنية في سبيل توحيد المؤسسة العسكرية الجنوبية والدفع بأصحاب الكفاءة والخبرة لتولي مواقع القيادة في القوات المسلحة الجنوبية ودمج التشكيلات المسلحة التي نشأت في ظل الحرب المستمرة.
نجح الزبيدي في تأسيس جيش جنوبي قوي يعتبر خير خلف لجيش الجنوب قبل عام 90.
استطاع الجيش الجنوبي الجديد أن يحقق انتصارات كبيرة في مواجهة مليشيات الحوثي وحزب الإصلاح الإرهابي وعصابات الشر والإرهاب وبفضل هذا الجيش بات الجنوب اليوم آمناً ومستقراً رغم المؤامرات الرامية لإغراقه بالفوضى والصراعات.
تشكيلات القوات الجنوبية المسلحة
يبلغ قوام القوات المسلحة الجنوبية حالياً ما يزيد عن 100000 جندي وضابط موزعين على العديد من الوحدات العسكرية والأمنية وأهمها.
ألوية الحماية،وقوات العاصفة، وقوات الدعم والإسناد وقوات النخبة الحضرمية وقوات العمالقة الجنوبية وقوات الحزام الأمني وقوات دفاع شبوة،وألوية المقاومة الجنوبية