ساحل حضرموت: دعوات لرفض تعدد القوات العسكرية والتمسك بالنخبة _ (تقرير خاص للصوت الجنوبي)
تاريخ النشر: الثلاثاء 11 يونيو 2024
- الساعة:18:45:44 - الناقد برس/الصوت الجنوبي _ تقرير خــاص
الـ 24 من أبريل 2016، لم يكن تاريخاً عابراً بالنسبة لأبناء محافظة حضرموت، بل للإقليم والعالم بأكمل، فقد شهد هزيمة أقوى التنظيمات الإرهابية في العالم، على يد قوات النخبة الحضرمية وتحرير مدينة المكلا وبقية مديريات ساحل حضرموت، بعد قرابة العام من أحكام السيطرة عليها من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي.
في الـ 16 من يونيو 2016، أي بعد قرابة الشهرين من طرد هذه العناصر الإرهابية من مدينة المكلا، تحديداً في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، قامت بتوزيع علب الافطار والعناصر المفخخة على عدة أماكن وتجمعات للنخبة الحضرمية، في حيلة خبيثة راح ضحيتها قرابة الـ (80) ما بين شهيد وجريح من أبطال النخبة في مدينة المكلا، وملاك صغيرة في عمر الزهور اسمها ”منار“ وهي في عمر الـ (5) ربيعاً.
مكافحة الإرهاب
نظراً لتزايد العمليات الإرهابية الغادرة والجبانة، فقد قررت القيادة السياسية والعسكرية في حضرموت، وضع خطة محكمة لشل حركة هذه التنظيمات ومهاجمتها ودكها في جحورها، بعدد من العمليات العسكرية لقوات النخبة الحضرمية بدعم وإسناد من الأشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة، وقد بدءت بعملية طرد العناصر الإرهابية المتبقية في ”مديرية دوعن“.
وكذا اطلاق ”معركة الفيصل“ في الـ 17 من فبراير 2018، والتي تم خلالها طرد عناصر التنظيم من «وادي المسيني» أخطر معاقل الإرهاب. فيما أُطلقت عملية ”الجبال السود“ في آخر شهر أبريل من ذات العام، واستهدفت مناطق لبنه وقارة الفرس وغيرها وتطهيرها بالكامل. أما نهاية شهر نوفمبر لذات العام 2018، فقد أُطلقت عملية ”القبضة الحديدة“ بمديرية يبعث ونتج عنها السيطرة على آخر معاقل تنظيم القاعدة في المرتفعات الجبلية لساحل حضرموت.
درع الوطن
مطلع العام الماضي 2023، أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، قرار رقم (18) لذات السنة، قضت المادة الأولى منه بإنشاء وحدات عسكرية تسمى ”قوات درع الوطن“، على أن تكون احتياطي القائد الأعلى للقوات المسلحة (رئيس مجلس القيادة الرئاسي).
في الـ (3) من فبراير للعام الجاري 2024، نظم انتقالي حضرموت فعالية جماهيرية حاشدة في مدينة المكلا، حملت عنوان ”مليونية الوفاء للنخبة الحضرمية“، وقد عبّرت خلالها مختلف شرائح المجتمع الحضرمي عن مساندتهم لقوات النخبة، ورفضهم لاستقدام أي قوات أخرى إلى ساحل حضرموت، والمطالبة بانتشار قوات النخبة في مديريات وادي وصحراء حضرموت.
بيانات رفض
مطلع الشهر الجاري يونيو، عقدت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، اجتماعها الفصلي الأول للعام الجاري 2024، برئاسة العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، رئيس تنفيذية انتقالي حضرموت، الذي دعا القطاعات العسكرية والأمنية في المحافظة للوقوف مع خيارات شعب الجنوب.
وأشاد الاجتماع، بالدور الكبير الذي تقوم به قوات النخبة الحضرمية في حفظ أمن واستقرار ساحل حضرموت طوال السنوات الماضية، رافضاً جميع محاولات استقدام قوات أخرى لا تخضع لسيطرة النخبة الحضرمية، وذلك لتجنب تداخل الصلاحيات والمسؤوليات، ودخول المحافظة في مستنقع الفوضى والفتن.
كما جدد الاجتماع، المطالبة باخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت، وإحلال بدلاً عنها قوات النخبة الحضرمية، أو غيرها من القوات شريطة أن ينتمي منتسبيها إلى حضرموت.
واعقب الاجتماع، توالي البيانات من هيئات الانتقالي في مديريات حضرموت، ومنظمات المجتمع المدني، والقبائل، وعدد كبير من المكونات والتي عبّرت جميعها عن تمسكها بقوات النخبة الحضرمية، ورفضها لاستقدام أي قوات أخرى إلى ساحل حضرموت.
تحذير أمني
رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، العميد الركن سعيد أحمد المحمدي، عبّر عن رفضهم لاستقدام قوات درع الوطن أو غيرها من القوات إلى ساحل حضرموت.
وبيّن المحمدي، في تصريح خاص لـ ”الصوت الجنوبي“: إنَّ ”ساحل حضرموت ليس بحاجة إلى استقدام قوات أخرى غير قوات النخبة الحضرمية المتواجدة فيه، والتي تقوم بواجبها على أكمل وجه وتغطي كامل جغرافيا مديريات الساحل“.
وحذر المحمدي، من: ”تعدد القوات العسكرية وازدواجية المهام، وذلك لخطورة هذا الأمر مستقبلاً على أمن واستقرار ساحل حضرموت، كونه سيتسبب في خلق الفتن والفوضى“، مشيراً إلى أن قوات درع الوطن تم تشكيلها لتكون بديلة للمنطقة العسكرية الأولى وتعزيز الجبهات ضد ميليشيا الحوثي الإرهابية.