يتربع حاليًا فريق ليفربول على قمة جدول ترتيب بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، برصيد 24 نقطة بعد مرور 8 جولات من البطولة، أي نجاح بالعلامة الكاملة، بل وينفرد بالعرش بفارق 8 نقاط عن أقرب ملاحقيه، وهو حامل اللقب في آخر نسختين، مانشستر سيتي، وهو أشرس منافسيه على اللقب، بل تكاد تنحصر المنافسة بينهما، شأنها شأن الموسم الفائت، وهذا الفارق الكبير بالنقاط في مطلع الموسم، أسهم في أن تسري موجة من التفاؤل القوية بين أنصار عملاق الميرسيسايد، بأنه قد آن الآوان لكسر عقدة الـ 3 عقود زمنية الجدباء التي عاشتها الجماهير بعيدًا عن الفوز باللقب.
ولكن قبل أن يُغرق الجماهير أنفسهم في بحار الأمنيات، التي قد تتحقق، وأيضًا قد لا تتحقق، علينا أن نطلع على الجانب الغير مبشر بحدوث الخبر السعيد لجماهير الريدز، والذين طال صبرهم وانتظارهم لمشاهدته، والذي أعتقد أنهم يستحقونه، خاصة في ظل هذه الكوكبة المجتمعة من النجوم التي تتلألأ بها تشكيلة الليفر، وبالرغم من هذا سيتعين علينا أن نتحدث عن السلبيات التي-ربما- قد تبعد الحلم عن ملامسة أرض الحقيقة، والتي سنختزلها في 5 أسباب قد ترجح عدم تحقيق ليفربول لقب الدوري لهذا الموسم..
1- الإحتياطي الهش : بلا شك يمتلك الريدز فريقًا مدججًا بالنجوم الكبار، سواء في حراسة المرمى، أو الدفاع ، وكذلك الظهيرين، وثلاثي الهجوم الفتاك، لكن عذرًا.. من البديل الكفء لكلًا من فان دايك، روبيرتسون، ألكسندر، صلاح، ماني، فيرمينيو؟ لا يوجد بديل على نفس كفاءة هؤلاء النجوم، بل أن الفارق بين الأساسيين والبدلاء شاسع للغاية، ولعل من بين أهم ما ميز السيتيزنز في الموسمين الأخيرين، هو وجود البديل الذي يقارب مستواه الأساسيين، فمحرز وساني، وخيسوس، وجوندوغان، أوتاميندي، زينشينكو، كلهم كانوا بدلاء بالنسخة الأخيرة مع السيتي، وكلهم نجوم يكادون أن يتفوقوا على زملائهم الأساسيين، فالفريق البطل يخوض 4 بطولات بالموسم وينافس على حصدهم كلهم، وهو اجهاد كبير للأساسيين باللعب طوال موسمين متتاليين بدون الحصول على راحة، بجانب اللعب مع منتخبات بلادهم في المباريات والبطولات القارية، فمن الطبيعي نتيجة لذلك الشعور بالإجهاد والارهاق في الشوط الأخير من الموسم، وهو نفس ما حدث في سيناريو الموسم الماضي، عندما تراجع منحنى الريدز بالبريميرليغ، وتأثر لاعبوه بضغط وتلاحق المباريات، وخسر اللقب وهو الذي كان الأقرب ليديه.
2- الخلافات الصامتة : ما حدث من انفلات وانفجار للسنغالي ماني تجاه زميله المصري صلاح، ومن قبل رفض ميلنر السماح لصلاح بتسديد ركلة جزاء، وصدام دايك مع ماتيب وتعنيفه له أمام الجميع على أخطاءه، وفي المقابل عدم إبداء كلوب أي ردة فعل، وتسيير الأمور كأن لم تكن، هو أمر أشبه بترك الشرر يعبث بين الرماد، منتظرًا فرصة لإشعال حريق، يبدو أن نيران الغيرة قد طفت وطغت داخل جنبات أنفيلد، وهو بداية قد تكون وخيمة إيذانًا ببدء مشاكل بين نجوم الفريق، قد تهدد وحدة صف واستقرار الفريق.
3- الإغراءات القاتلة : تألق نجوم الفريق اللافت منذ الموسم الأخير، وتتويجه المبهر بلقب التشامبيونز، جعل أعين الفرق الأخرى تتطلع وتمني نفسها باستقطاب هؤلاء النجوم لصفوفها، وتبدأ رحلة الحديث مع اللاعب ووكلاءه، ثم مرحلة الاغراءات الكبرى، وهو نفس السيناريو الذي جعل الريدز يخسر من قبل لويس سواريز، كوتينهو، ألونسو تشابي، فيرناندو توريس، وغيرهم من ألمع النجوم، بسبب عدم القدرة على مجاراة هذه العروض المغرية التي تنهال على لاعبيه، وربما نشاهد عدة نجوم للريدز في مفاوضات للرحيل على ضوء تألقهم الملفت للأنظار.
4- اللعنة الفرنسية : قبل نهاية الموسم الماضي، خرج تقرير صحفي إنجليزي يتنبأ بعدم فوز الريدز باللقب، بسبب أنه لا يتواجد في فريقه أي لاعب فرنسي! واستشهد التقرير بتشكيلة الفرق التي فازت بالبريميرليغ منذ بدايته قبل أكثر من ربع قرن، حيث أكد على أن كل بطل خلال المواسم السابقة كلها، كان يمتلك لاعبا أو عدة لاعبين فرنسيين ضمن تشكيلته، ما عدا ليفربول لا يضم أي لاعب فرنسي، وأكدوا أنها لعنة فرنسية تلاحق فريق كلوب، ربما يكون الأمر خرافة أو مجرد ترهات، لكن الارقام والحقائق دامغة..
5- التاريخ دومًا ما يعيد نفسه : هناك مقولة يرددها دومًا مؤرخي التاريخ، وهي أن التاريخ دومًا ما يعيد نفسه، وان كان بأشكال مختلفة، وفي حالة القياس مع حال الريدز ولقب البريميرليغ، شاهدنا الفريق ينهار من قبل أكثر من مرة قبل الجولة الأخيرة، ويخسر السباق، ومن منا لا يتذكر سقطة جيرارد، وليس الموسم السابق ببعيد، بفارق نقطة ضاع اللقب، فلهذا هناك احتمالا ولو ضئيل بأن يستمر الخصام والجفاء بين الريدز والبريميرليغ لموسمٍ جديد.