أثناء جولتنا في قرية "الديو" الواقعة بريف خنفر الغربي بمحافظة أبين والتي يعمل الكثير من أبنائها في المزارع بالأجر اليومي، استمعنا إلى همومهم وشهدنا معاناتهم في ظل التدهور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد وتدني الأجور التي يتقاضونها مما فاقم من صعوبة الأوضاع المعيشية لأهالي القرية التي يقبع معظم ساكنيها تحت خطر الفقر.!
تعاني القرية من مشكلات عدة من بينها بئر مشروع مياه القرية الذي زادت نسبة الأملاح فيها واصبحت غير صالحة للشرب، ويضطر ساكني القرية لشربها مما يتسبب بإنتشار العديد من الأمراض المزمنة بين ساكنيها الذين يعانون - بشكل يدعو للقلق - من أمراض الكلى والكبد وغيرها كما أخبرنا الأهالي.!
أستوقفتنا عدد من الحالات التي تجسدت من خلالها المأساة التي تنتظر الكثيرين من سكان القرية، "فاطمة" و "نور" شقيقتان تعانيان من تلك الحالة.!
عندما يتقدم العمر بالعامل أو العاملة من ذوي الأجر اليومي أو تعترضه الامراض، تحل عليه الكارثة ويتحول بين ليلة وضحاها من عائل إلى عالة.!
"فاطمة عوض صالح الغوبة" -58 عام عاملة مزارع بالأجر اليومي- تعرضت لجلطة دماغية أصيبت على إثرها بشلل لتصبح بين ليلة وضحاها عالة يجود المحسنون عليها بما تيسر.
تقول فاطمة : "هدمت الأمطار منزلي بعد أن أصبت بالجلطة، لم يعد لدينا دخل، ولانستطيع تحمل تكاليف العلاج، أعيش مع أحفادي، وولدي المصاب بالسكر في وضع صعب حيث تتجاهلنا المنظمات الداعمة ولايعلم المحسنون عنا شيء".
وأردفت بالقول : "أريد كرسي متحرك ليساعدني على الحركة فأنا أعاني بسبب هذا الكرسي وأتمنى أن تتم مساعدتي بترميم غرفتي المهدمة وبناء حمام خاص قريباً منها".
على مقربة من منزل "فاطمة" المهدم تعيش أختها "حورية" - 55 عام مصابة بمرض السكري - الظروف ذاتها وتتشارك وشقيقتها نفس المعاناة والمصير، مصابة بمرض السكر تزحف مستعينة بيديها حيث بترت قدمها اليمنى منذ نحو عامين وهي بحاجة لكرسي متحرك وترميم منزلها وبناء مطبخ وحمام.
مركز ( أبين ) الإعلامي يدعو الجهات المختصة والمنظمات الاغاثية الداعمة ومكتب الصحة العامة والسكان والمؤسسة المحلية للمياه وإدارة مياه الريف بالمحافظة للنظر لحالة قرية "الديو" ومساعدة أهلها.
كما يدعو المركز رجال البر والإحسان لمد يد العون للشقيقتين "فاطمة" و "حورية" وإنتشالهما من واقعهم المآساوي والصعب.
تجدر الإشارة إلى أنه عقب إنتهائنا من كتابة التقرير مساء اليوم الجمعة _ تلقينا خبر وفاة الشاب/ عبدالله محمد حسن 26 عام _ أحد أبناء قرية "الديو" متاثراً بمرض الكبد ليلتحق بالعديد من أقرانه شباب القرية الذين توفاهم الأجل بأمراض مشابهة خلال الفترة القليلة الماضية.