بعد كل التداعيات وما تتحفنا به وسائل الاعلام المرئية والمسموعة عن قرب انفراج الازمة في اليمن وتوقف هذه الحرب العبثية التي جرب على الاخضر واليابس ودمرت كل ما هو جميل في اليمن من تدمير للبنية التحتية وقتل وتشريد آلاف اليمنين والآلاف الجرحى التي تنزف جراحهم ومنهم من اوصلته الاصابة العجز الكلي اضافة الى آلاف الاسرى من كلى الطرفين الذين يقبعون في زنازين وانات الثكالى وبكاء الايتام اما آن الأوان لرفع كل هذه المآسي التي يكابدها اليمنيون طوال هذه الفترة.
إلى كل عقلاء اليمن سوى كانوا شرعية او حوثيين او مجلس انتقالي عليكم بتحكيم العقل وجعل مصلحة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار والترفع عن كل ما يضر بها.
بعد كل هذا الكلام من المفاوضات والحوارات والتي لم تجد تنفيذها على ارض الواقع مثل جنيف وجنيف1 والكويت واستكهولم وبإعلان الحوثيين عن وقف الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على الأهداف الاستراتيجية والمنشآت الحيوية في المملكة العربية السعودية والتصريحات الاخيرة للمبعوث الأممي مارتن غريفيث التي اكد فيها موقف الحرب في اليمن والعودة الى طاولة الحوار بحلول نهاية العام الحالي 2019م، مع كل هذه التداعيات على اطراف النزاع في اليمن اثبت حسن النوايا في اطلاق الاسرى لدى كل طرف ، الكل مقابل الكل دون تلكؤ او لف او دوران باعتبار هذه الخطوة تمثل الجانب الانساني الذي تكفله كل المواثيق والقوانين الدولية المشمولة في مناطق الصراع المسلح لكونها احدى ابرز الاتفاقات التي نصت عليها اتفاقات استكهولم مؤخرا ، ناهيك عن الضرورة القصوى لعدم عرقلة اغاثة المتضررين من جراء الحرب في كل المناطق التي تعاني من الحصار المفروض على المواطنين.
وفي مقالي هذا احببت التذكير بأسرانا الذين يقبعون في زنازين الانقلابيين الحوثيين في صنعاء وعلى رأسهم ايقونات الحرية اللواء ناصر منصور هادي واللواء ركن محمود الصبيحي واللواء ركن فيصل رجب الذين كانت لهم صولات وجولات وبصمات وطنية يشهد لها القاصي والداني في كل المراحل والمنعطفات التي مرت بها اليمن شماله وجنوبه.
وختاما.. نقول للجميع ان هذه الحرب التي طال امدها والتي لا فيها منتصر ولا مهزوم سوى الوطن والمواطن الذي يتجرع ويلات نتائجها الكارثية ليل نهار دون وعي او رحمة او حكمة منكم ايها اليمنيون الذين قال فيكم الرسول (الايمان يمان والحكمة يمانية)، وقال فيكم : اذا اشتدت الفتن عليكم باليمن، وانتم ايها اليمانيون لكم السبق في كثير من الفتوحات الاسلامية وحررتم افريقيا واسيا واجزاء من اوروبا وقمتم بنشر تعاليم الاسلام ونشر العدالة والمساواة وكنتم خلال الفتوحات تجسدون اروع المبادئ والقيم الانسانية السامية من خلال تعاملكم مع الاسرى وحمايتهم وعدم الاضرار بهم او انتهاك حقوقهم.
وللأسف انكم اليوم قد تخليتم مثل هكذا مبادئ وقيم وحقوق مشروعة كفلتها تعاليم الشريعة والدين الاسلامي الحنيف فحري بكم اليوم ان تعودوا الى رشدكم وتحافظوا على ما حصل عليه اجدادكم الاسبقين في معاملة الاسرى لاسيما وانهم ابناء جلدتكم ويمنيون ابا عن جد.
فهل آن الأوان لكم حكومة شرعية وحوثيين ان تطلقوا سراح كل الاسرى وهل للعقل والحكمة اليمانية ان تفعل فعلها وتعمل على تطبيق وتنفيذ ما يخص (ملف الاسرى) والذي يعتبر فاتحة وبشرى سارة لكل اليمنيين بحلحلة وتنفيذ ما ورد في الملفات الاخرى وابرزها وقف اطلاق النار وملف الاغاثة وما تم الاتفاق عليه حول الحديدة وغيرها من الملفات لتهزموا بقية البارود وترفعوا غصن الزيتون في ما جرى بينكم لتنتصر حكمة اليمانية وسيخلدكم التاريخ في انصع صفحاته.